نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين قولهم إن «الولاياتالمتحدة تفكر جدياً في تسريع سحب قواتها من افغانستان، بسبب توتر العلاقة مع الرئيس الأفغاني حميد كارزاي، وكذلك في خيار عدم ترك أي من جنودها في هذا البلد بعد انسحاب القوات الأجنبية بحلول نهاية 2014». وابلغ مسؤول غربي كبير الصحيفة أن «عدم إبقاء قوات أميركية في أفغانستان شكل خياراً دائماً لكن ليس اساسياً، بخلاف الحال اليوم. ومع الاستماع إلى مسؤولين في واشنطن، يبدو هذا الخيار مساراً واقعياً اليوم، ويجب أن يبدأ الأفغان بإدراك أن خيار عدم إبقاء قوات هو احتمال». وكان بن رودس نائب مستشار الأمن القومي الأميركي صرح في كانون الثاني (يناير) الماضي، بأن «الإدارة ستدرس الخيار صفر بعدم ترك قوات بعد الانسحاب». وأوردت الصحيفة أن «أي قرار لم يتخذ في شأن تسريع الانسحاب الأميركي أو عدد القوات التي ستبقى في البلاد»، في انتظار التوصل إلى اتفاق أمني طويل المدى مع كابول يتعلق، وفق مصادر، بإبقاء قوة صغيرة تضم ربما 8 آلاف جندي، في مقابل 68 ألفاً حالياً يرتقب مغادرة نحو نصفهم في شباط (فبراير) المقبل، مع تولي الشرطة والجيش الأفغانيين مسؤوليات الأمن في البلاد. لكن المواقف في المحادثات تتشدد بعدما اتهم كارزاي الولاياتالمتحدة بمحاولة التفاوض على اتفاق سلام منفصل مع «طالبان» والمتمردين في باكستان، إثر فتح الحركة مكتب لها في قطر الشهر الماضي، معتبراً أن هذا الأمر يعرض حكومته لخطر أمام أعدائها. وعارض كارزاي المحادثات، وأوقف مفاوضاته مع الأميركيين في شأن توقيع اتفاق أمني طويل الأمد يعتبر ضرورياً لإبقاء القوات الأميركية في أفغانستان بعد 2014. ثم تحدث مع نظيره الأميركي باراك اوباما عبر دائرة تلفزيونية مغلقة في 27 حزيران (يونيو) الماضي، لمحاولة نزع فتيل التوتر. لكن الأمور لم تتحسن، وفق ما أفاد مسؤولون أميركيون وأفغان مطلعون على مضمون المحادثات، والذين أكدوا أن اوباما يشعر بإحباط على نحو متزايد بسبب تدهور علاقته مع كارزاي. وكانت الولاياتالمتحدة تعتزم إبقاء قوة صغيرة في العراق بعد سحب قواتها بالكامل من هذا البلد بحلول نهاية 2011، لكن المحادثات مع الزعماء العراقيين فشلت في إبرام اتفاق. على صعيد آخر، جرح 3 جنود أميركيين تابعين لقوات الحلف الأطلسي (ناتو) في هجوم شنه جندي أفغاني «مارق» في مطار قندهار. وأكد قائد عسكري اعتقال المهاجم، وفتح تحقيق معه.