أعادت السلطات التركية فتح حديقة «غازي» في اسطنبول أمس، بعدما أغلقتها إثر صدامات مع محتجين تلت فتحها الإثنين. حديقة «غازي» المجاورة لميدان «تقسيم»، كانت أُغلقت منذ إخراج متظاهرين منها بالقوة، في 15 حزيران (يونيو) الماضي، بعد فضّ الشرطة اعتصاماً محدوداً في الحديقة، في 31 أيار (مايو) الماضي، تحوّل احتجاجات ضخمة اعتُبرت سابقة، ضد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الذي وصف المتظاهرين بأنهم «إرهابيون ولصوص». وألغت محكمة تركية مشروعاً حكومياً لتطوير ميدان «تقسيم»، يشمل تشييد ثكنة على الطراز العثماني في الحديقة، لكن يمكن السلطات الطعن في الحكم، من خلال استئنافه. وجلس شبّان وشابات في الحديثة أمس، تحت لافتة كُتب عليها: «مرحباً بكم في حديقة شهداء تقسيم 1977-2013»، في إشارة إلى أكثر من 30 شخصاً قُتلوا في اشتباكات في «تقسيم» عام 1977. ووضعت مجموعة أخرى قطع رخام على حشائش، كُتِبت عليها أسماء أربعة قُتلوا خلال صدامات «تقسيم» الشهر الماضي، واسم شاب كردي قُتل بالرصاص خلال احتجاج على تشييد مركز عسكري في جنوب شرقي تركيا. وقال أحد سكّان إسطنبول: «نأتي إلى هنا مع عائلاتنا وأطفالنا، من أجل الهواء النقي. لا يمكننا فهم سبب فتح الحديقة وغلقها، وكأنها صنبور مياه. هذا ليس منطقياً». وكانت السلطات فتحت الحديقة بعد ظهر الإثنين، لكنها أغلقتها بعد ساعات، بعد دعوة «جمعية التضامن مع تقسيم»، القوة الدافعة وراء حركة الاحتجاج، إلى التظاهر فيها احتفالاً ب «استعادتها». واستخدمت الشرطة غازاً مسيلاً للدموع وخراطيم مياه، لمنع المحتجين من التجمّع في الحديقة، فيما أعلنت «جمعية التضامن مع تقسيم» أن الشرطة اعتقلت أكثر من 80 شخصاً. وأفادت معلومات بأن فتى عمره 17 سنة، أصابته قنبلة غاز مسيّل للدموع، ويعاني نزيفاً في المخ. إلى ذلك، أفادت وكالة أنباء "الأناضول" الرسمية التركية بأن أردوغان رفع دعوى ضد الكاتب إحسان ألي أتشيق، مطالباً بتعويض قيمته 50 ألف ليرة تركية (25 ألف دولار)، ل «ضرر معنوي» بعدما وصفه الأخير في تغريدات على موقع «تويتر» خلال احتجاجات «تقسيم»، بأنه «ديكتاتور وكاذب وفاسد».