نوه الرئيس اللبناني ميشال سليمان ب «الدور الوطني الكبير الذي يقوم به الجيش في منع الفتنة ووأد الاضطرابات والتوترات الأمنية حفاظاً على السلم الأهلي واستقرار المواطنين وأمنهم»، مثمناً «التضحيات التي يقدمها الجيش إلى حد استشهاد ضباط وعناصر غدراً من المسلحين ومرتكبي الفتن والمجازر». وكان سليمان اطلع من قائد الجيش العماد جان قهوجي «على الاتصالات الجارية مع الجهات السورية في شأن الساتر الترابي الذي رفع من الجانب السوري في منطقة القاع، إضافة إلى موضوع الاعتداءات المتكررة التي تعرض لها الجيش في اليومين الأخيرين». وشدد، وفق بيان للمكتب الإعلامي في القصر الجمهوري، على أن «المطالبة بالمحاسبة على أخطاء تقع تحت وطأة المواجهات يجب ألا تتم موازاتها في المحاسبة مع الدور الوطني للجيش، وألا تتحول حملة سياسية تستهدف دوره الوطني الذي يعترف له به الجميع ويلجأون إليه عند استشعارهم باشتداد وطأة الوضع، في وقت ينتشر ضباطه وعناصره في كل المناطق وعلى الحدود دفاعاً عن السيادة وحفاظاً على الأمن في الداخل». وحض سليمان على «ترك الأخطاء المرتكبة من أفراد إلى آلية محاسبة يقوم بها الجيش نفسه ويتخذ التدابير اللازمة في شأنها على المستويين القضائي والعسكري». وفي السياق، باشر قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا أمس، استجواب الموقوفين ال27 في أحداث عبرا بين الجيش اللبناني ومسلحي الشيخ الفار أحمد الأسير، واستجوب 9 منهم وأصدر مذكرات توقيف وجاهية بحقهم سنداً الى مواد الادعاء التي تصل الى عقوبة الإعدام. ويتابع اليوم استجواب الموقوفين ال 18 الآخرين في القضية عينها. وقللت مصادر مطلعة من دور الموقوفين المستجوبين امس، واعتبرت ان الدور الرئيس يعود الى المتهمين الفارين في الملف والبالغ عددهم 10 من بينهم الأسير. وفي تداعيات «حوادث عبرا»، اصدر قاضي التحقيق العسكري فادي صوان مذكرات توقيف وجاهية بحق 5 عسكريين بينهم ضابط بجرم التسبب بوفاة احد الموقوفين، عن غير قصد، وإساءة استعمال السلطة ومخالفة التعليمات العسكرية وذلك بعدما استجوبهم جميعاً امس. وكانت النائب بهية الحريري شددت في حديث إلى إذاعة «الشرق» على «أهمية الإحساس بالأمان الذي تؤمنه المؤسسات العسكرية والأمنية»، مؤكدة أن «لا خيار عندي إلا أن يحميني الجيش ونقطة عالسطر. ونريد أن يكون الجيش على مسافة واحدة من الجميع، ويجب أن يكون الناس إلى جانبه لينفذ ما يجب أن ينفذه». وكان عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية نواف الموسوي نبه إلى أن «القضاء على المقاومة يفتح الطريق أمام المشروع الإسرائيلي التفتيتي»، وقال: «وتستهدف رياح السموم الجيش اللبناني الذي بات الحامي الوحيد للاستقرار والسلم الأهليين في مواجهة سياسات التحريض والتعبئة والتقسيم، ولذلك يتعرض لما نراه من تطاول وتشكيك يصل في باطنه حد المس بوحدته. ويجب أن يكون واضحاً أن ضرب دور الجيش ضرب من الجنون الذي يضع لبنان لا على حافة الهاوية بل في هاوية حرب كريهة مقيتة نتحمل كثيراً من الألم والصعاب للحؤول دون وقوعها في حين لا يتوانى خصوم عن التحضير لبيئتها الآسنة بالافتراء والكذب والبغضاء والحقد».