يا زمان العجائب والغرائب. يا زمان السفسطة والهرطقة. يا زمان العهر السياسي والإعلامي. يا زمان الكذب والدجل. يا زمان الشعوذة والنفاق. يا زمان موت الضمير الإنساني. يا زمان مسخ الإنسان وتحوله إلى هيكل عضوي زاحف. يا زمان غفلة ذراري المسلمين عما يكيد لهم أعداؤهم، وهم في لهوهم ولعبهم سادرون. يا زمان أصبح فيه (بعضهم) يتفانى في الدفاع عن باطله ويقدم أمواله وروحه رخيصة في سبيل نشر عقائده الفاسدة... وعدد غير قليل من ذراري المسلمين يساعدونه... غافلين أنهم سيُقتلون على يديه عاجلاً أو آجلاً. يا زمان أصبح فيه العروبيون ودعاة القومية العربية من أشد المناصرين للقومية الفارسية التي تتناقض كلياً مع القومية العربية... وهم الذين يتبجحون ويتشدقون ليلاً نهاراً أنهم قوميون، علمانيون، لادينيون! يا زمان التقاطع والتفرق والتشرذم في صفوف المسلمين الطيبين. المدعين محبتهم للإسلام... يعادون بعضهم بعضاً، ويكيد بعضهم لبعض، تاركين أعداءهم المحيطين بهم من كل جانب يقتلونهم أفراداً وجماعات من دون تفريق... وهم لاهون نائمون... لا هم لهم إلا تسفيه بعضهم أحلام بعض. يا زمان تكالبت فيه أمم الأرض كلها لاستئصال شأفة أهل الشام وإبادتهم على بكرة أبيهم والتخلص منهم... خوفاً من هيبتهم وعظمتهم وخشية عودة أمجادهم الغابرة... وقسم من أهل الشام الفاسدين المفسدين الضائعين التائهين، وقسم كبير من العرب والمسلمين يساعدونهم بشكل مباشر وغير مباشر في استئصال شأفة أهل الشام وتدمير أرضهم وتراثهم وحضارتهم. يا زمان ضحك فيه أعداء المسلمين عليهم، وسخَّروا قسماً كبيراً منهم لمحاربة الإسلام وتقويض أركانه تحت مسميات ما أنزل الله بها من سلطان، مثل الإرهاب وأخواته. يا زمان أذن الله فيه أن يصنع على عينه عباداً من أهل الشام صالحين، شباباً مجاهدين، نذروا أنفسهم للدفاع عن دينه وعن المستضعفين من النساء والأطفال والشيوخ، لا يحملون في أيديهم إلا سلاح الإيمان الوقاد، وشيئاً يسيراً من السلاح المادي، فتمكنوا برعاية الله وحفظه وعنايته من صد أشرس وأفظع هجوم قامت به كل عصابات الأرض الحاقدة، مدعومة بسلاح فتاك، مع غطاءٍ سياسي عالمي وصمت عربي إسلامي... إلا من جعجعة لم تسمن ولم تغن من جوع. وفي هذه الصنعة الإلهية الأخيرة، والعناية الربانية المتميزة لهذه الثورة الشامية المباركة، نترقب. وننتظر الفتح المبين والنصر الكبير على كل أعداء الإسلام.