عبّر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي، عن شكره إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي دعم أقلية الروهينغا، وخصها بضيافته ومنحها الفرص للعيش والعمل في المملكة، وتميز هذا العام بحدث بارز تمثل في منح الحكومة السعودية رسمياً الإقامة للاجئي الروهينغا. كما دعا حكومة ميانمار إلى تحمل مسؤولياتها والقضاء على أشكال التمييز ضد المسلمين، وعدم إتاحة الفرصة للمتطرفين البوذيين من التحريض ضد أية فئة من فئات المجتمع. وقال أوغلي في كلمته التي ألقاها نيابة عنه المدير العام لإدارة الأقليات في المنظمة طلال داعوس أمس (الأحد) أمام مؤتمر اتحاد روهينغا أراكان الذي عُقدت أولى جلساته في مقر الأمانة العامة في جدة: «إن المطالبات تشمل قانون 2005، الذي يفرض على جميع عائلات مسلمي الروهينغا سياسة تحديد عدد الأبناء في اثنين فقط، في مدينتين هما بوثيدونغ ومونغداو في ولاية أراكان، وهو قانون يشكل خرقاً لجميع معايير حقوق الإنسان». وأشار إلى أن أعمال العنف التي استهدفت مسلمي الروهينغا أدت إلى قتل الأنفس وتدمير الممتلكات وظهور عشرات الآلاف من اللاجئين والنازحين، مؤكداً أن مثل هذا العنف ينبغي ألا يستمر، وأن من مسؤولية السلطات في البلاد أن تعالج الأسباب الجذرية لهذه القضية، وأن تحفظ أرواح الناس وممتلكاتهم في ميانمار. وأوضح أوغلي أن المنظمة تواصل دعم جميع المساعي والمبادرات الوطنية والإقليمية والدولية، الرامية إلى إيجاد حلول سلمية ودائمة للمشكلات في ميانمار، والمشاركة في هذه المساعي والمبادرات، كما تدعم عودة اللاجئين واستعادتهم لحقوقهم وامتيازاتهم التي تم تجريدهم منها. وأكد الأمين العام أن اتحاد روهينغيا أراكان حقق في العامين الماضيين تقدماً كبيراً بالنظر إلى التحديات المختلفة التي تواجهه وشح موارده، مشدداً على أنه ينبغي على اتحاد روهينغيا أراكان أن يضطلع بدوره ممثلاً شرعياً لأبناء الروهينغا عبر العالم والدفاع عن قضيتهم وتحسين ظروفهم في ميانمار وفي أنحاء العالم والمساعدة في إيجاد حل دائم لمعاناتهم. من جهته، اعتبر المدير العام لاتحاد روهينغا أراكان في دورته الأولى وقار الدين انتخاب مسؤولي الاتحاد وتشكيل المجلس الأعلى واللجان الاستشارية المزمع الانتهاء منه ظهر اليوم (الإثنين) في جدة، توحيداً لمواقف وجهود أطراف ومنظمات، موضحاً أن خطوات الاندماج في الاتحاد ستنبثق عنها محادثات سياسية لحل الأزمة الراهنة في ميانمار التي لا تزال مستمرة منذ ستينات القرن الماضي حتى الآن. وأكد وقار الدين في حديث إلى «الحياة»، رفع الاتحاد في الفترة السابقة خطابات رسمية إلى الأممالمتحدة عن طريق الدول، التي سبق أن اعترفت بالاتحاد، مبيناً أن الحكومتين الأميركية والكندية وعدداً من العواصم الأوروبية سبق أن اعترفت بالاتحاد منظمةً شرعيةً، مضيفاً: «منظمة التعاون الإسلامي هي أول من اعترف باتحاد روهينغيا أراكان». وأشار إلى عزم الاتحاد إرجاع مواطنيه إلى بلدانهم، وفي الوقت نفسه بين أن أعداد المشردين في الداخل بلغت نحو 140 ألف روهينغي. إلى ذلك، وصف مندوب منظمة هيومان رايتس واتش في المؤتمر آدم كوغل في حديث إلى «الحياة» خطوة انتخابات الاتحاد وتوحيد الجهود تحت مظلته بالمهمة أمام الرأي العام، مؤكداً وجود جهود كبيرة لإظهار ما يحصل من انتهاكات لحقوق الإنسان في ميانمار للإعلام العالمي وعن طريق منظمات حقوق الإنسان والحكومات في العالم، متمنياً من منظمة التعاون الإسلامي أن تطرح مشروع قرار للأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) المقبل.