أكَّد أكمل الدين إحسان أوغلي، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أن المنظمة سوف تتواصل مع حكومة ميانمار بعد انتهاء اجتماع اللجنة التنفيذية على مستوى المندوبين حول مسلمي الروهينغيا أمس الأحد، وذلك لإقناعها بالسماح للمنظمة بإرسال بعثة تقصي حقائق إلى أراضيها. وأعرب إحسان أوغلى، عن خيبة أمله إزاء عدم قيام المجتمع الدولي بتحرك لإيقاف المذابح والانتهاكات والظُّلم والتطهير العرقي الذي تمارسه حكومة ميانمار ضدّ مسلمي الروهينغيا في إقليم أراكان. وقال في كلمته أمام الاجتماع الاستثنائي للجنة التنفيذية حول هذه القضية: إن إهمال المجموعة الدوليَّة لحقوق شعب الروهينجيا، وتفرق كلمة المنظمات الروهنيجية والبالغ عددها 25 منظمة، قد حفزا المنظمة لأنّ تبذل جهودًا حثيثة لتوحيد هذه المنظمات لأول مرة، الأمر الذي تم بالفعل في مقر المنظمة في مايو 2011م. واقترح إحسان أوغلى على الاجتماع إدانة استمرار أعمال القمع والاضطهاد العرقي ضدّ مسلمي الروهينجيا، والطلب بإعادة حقوقهم المشروعة، بالإضافة إلى الطلب من الدول الأعضاء، وخصوصًا تلك التي لها تمثيل سياسي لدى حكومة ميانمار، أن تقوم بكلِّ ما لديها من وسائل وإمكانات لإقناع حكومة ميانمار بإلغاء قانون المواطنة التعسفي الذي أصدرته عام 1982 الذي أفضى إلى إسقاط الجنسية عن مسلمي الروهينجيا، وحثّ الأمين العام ل(التعاون الإسلامي) الدول والمنظمات والهيئات الإسلامية على تقديم كافة المساعدات العاجلة لمسلمي الروهينجيا وخصوصًا الدول المجاورة؛ فضلاً عن مقترح بقيام المجموعة الإسلامية في جنيف بالتقدم بطلب عاجل إلى مجلس حقوق الإنسان لإرسال بعثة تقصي حقائق للتحقيق في الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبت وما زالت ترتكب بحق مسلمي أراكان. واقترح إحسان أوغلى النظر في إمكانية تشكيل لجنة إسلامية لتقصيّ الحقائق بشأن الأحداث الجارية، ورفع تقرير بذلك إلى المؤتمر الوزاري القادم، وتشكيل فريق اتصال وزاري إسلامي للبحث عن حل جذري عادل لهذه القضية العالقة، بالتواصل مع كافة الأطراف المعنية بما فيها حكومة ميانمار والمنظمات والهيئات الدوليَّة والإقليميَّة المعنية. بدوره قال الدكتور وقار الدين، مدير عام اتحاد آراكان روهينغيا: إنه جرى الأسبوع الماضي إزالة آخر مسجد في مدينة روهينغيا، مؤكدًا أن المدينة لم يُعدُّ فيها أية مساجد في الوقت الذي يمنع فيه مسلموها من أداء الصلاة، خاصة في شهر رمضان الكريم. وأكّد وقار الدين، الذي قدم عرضًا للدول الأعضاء في الاجتماع، أن الشرطة الميانمارية تشارك في قمع المسلمين، وفي عملية العنف الممنهجة والموجهة ضدهم. وأجهش وقار الدين في البكاء، وهو يتوسل لمندوبي الدول الأعضاء بالمنظمة التحرك من أجل نصرة أخوته الذين يقتلون ويشردون في آراكان. وأيد وقار الدين في تصريحات عقب الاجتماع فرض عقوبات اقتصادية على حكومة ميانمار، وتشديد العقوبات الغربية المفروضة عليها.