أخفقت طائرة من طراز «بوينغ 777» تابعة لشركة الطيران الكورية الجنوبية «آسيانا إيرلاينز» في الهبوط واشتعلت في مطار سان فرانسيسكو السبت، بعدما صدم ذيلها المدرج، مما أدى إلى مقتل راكبتين صينيتين وجرح أكثر من 180 آخرين. ونجا 123 راكباً آخرين ولم يصابوا بأذى، من أصل 307 أشخاص كانوا على متن الطائرة من مسافرين وأفراد الطاقم. وأكد مسؤول في وزارة النقل الكورية الجنوبية وشركة الطيران أن الضحيتين هما فتاتان من مواليد عامي 1996 و1997. وأعلن يون يونغ دو مدير عام «آسيانا إيرلاينز» أن الطائرة لم تكن تواجه مشكلة ميكانيكية عند وقوع الحادث، مستبعداً بذلك أي خلل فني. وقال يون في مؤتمر صحافي في سيول: «على حد علمنا لم يكن هناك مشكلة في المحرك أو مشكلة ميكانيكية» قبل الحادث. وأوضح أن الطيارين اللذين كانا يقودانها محنكان وقام كل منهما بعشرة آلاف ساعة طيران. وعرضت محطات التلفزيون لقطات للطائرة يحيط بها الحطام وذيلها منفصل عن جسمها بينما انتزع سقف كل الجزء الأمامي منها. وظلت أسباب الحادث مجهولة. لكن شهادات عدة أفادت أن ذيل الطائرة اصطدم بالمهبط مما أدى إلى خلل في توازن الطائرة وانفصال جزئها الخلفي عن بقية جسمها. وكتب أحد الركاب وهو المسؤول في مجموعة «سامسونغ» للصناعات الإلكترونية ديفيد أون على حسابه في «تويتر»: «سقطنا في مطار سان فرانسيسكو. الذيل (الطائرة) انفصل. معظم الأشخاص سالمون على ما يبدو. أمر سريالي». وروى ناج آخر لشبكة «سي أن أن» لحظة اصطدام الذيل بالأرض، موضحاً أنها كانت لحظة رهيبة وأدى إلى سقوط عدد من أفراد الطاقم. وقال إليوت ستون: «سقطوا إنه أسوأ أمر رأيته في حياتي». وقالت الراكبة جنيفر سورغن ل «سي أن أن»: «رأيناها تلمس الأرض وتحطم الذيل فوراً بعدما لامس ما يبدو أنه آخر المهبط. بدا لنا أن الطائرة تهبط على بطنها». وأوضح يون أن الطاقم أعلن عن قرب هبوط الطائرة وطلب من الركاب ربط الأحزمة بشكل طبيعي. وأضاف: «لم تكن هناك حالة طارئة». وقال ديفيد جونسون العميل في مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي أي) إن في الوقت الراهن ليس هناك ما يدل على أن الحادث ناجم عن عمل إرهابي. من جهة أخرى، أكد البيت الأبيض في بيان أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أبلغ بالحادث «وطلب من المسؤولين البقاء على اتصال دائماً مع السلطات الفيديرالية والمحلية في كاليفورنيا». وأوضحت «آسيانا إيرلاينز» أن من بين 291 راكباً، كان هناك 77 كورياً و141 صينياً و61 أميركياً وياباني واحد. وبدأت الطائرة رحلتها في شنغهاي وتوقفت في سيول قبل أن تواصل رحلتها إلى سان فرانسيسكو. وقال نائب قائد جهاز الإطفاء في سان فرانسيسكو ديل كارنز إن 49 جريحاً هم «في حال حرجة». واستقبل المستشفى العام في سان فرانسيسكو 52 جريحاً بينهم طفلان على الأقل. وقالت الناطقة باسم المستشفى ريتشيل كاغان إن خمسة من الجرحى كانوا في حال «حرجة» مساء السبت. واستقبل مستشفى ستانفورد 45 مصاباً يعانون من «كسور» و «نزيف»، كما قال الناطق باسم هذا المركز الطبي. وتتمتع «اسيانا ايرلاينز» ثاني شركة طيران كورية جنوبية بعد «كوريان اير»، بسمعة ممتازة في سلامة الطيران.