انعكست التغييرات الأخيرة في منطقة الشرق الاوسط ودخول قوى مدنية وعلمانية الى «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، في نتائج انتخابات هيئته الرئاسية الجديدة. اذ فاز مرشح «الكتلة الديموقراطية» شيخ عشيرة شمَر احمد العاصي الجربا برئاسة «الائتلاف»، فيما حصل نائب المراقب العام ل «الاخوان المسلمين» محمد فاروق طيفور على احد مناصب نائب الرئيس، في مقابل خروج رجل الاعمال مصطفى الصباغ من الامانة العامة التي تولاها الدمشقي بدر جاموس. وغاب عن الهيئة الرئاسية المعارض رياض سيف الذي يعاني من مشاكل صحية. وكان اعضاء الهيئة العامة فشلوا في التوصل الى انتخاب رئيس جديد خلفاً للرئيس المستقيل معاذ الخطيب، خلال جلسة الانتخابات الاولى مساء اول من امس، ما تطلب جولة ثانية جرت صباح امس اسفرت عن نيل الجربا 55 صوتاً متقدماً بثلاثة اصوات على منافسه الصباغ الذي يقول معارضون انه مقرب من قطر. والجربا هو من مواليد القامشلي في محافظة الحسكة في شمال شرقي البلاد العام 1969 وحاصل على اجازة حقوق من جامعة بيروت العربية. ومعروف أنه احد شيوخ شمَر في شمال شرقي البلاد. وجاء في بيان نشره «الائتلاف» ان الجربا «اعتقل في آذار (مارس) 2011 بسبب مواقفه المناهضة للنظام»، وخرج نهائياً من دمشق إلى بيروت في 19 آب (اغسطس) 2011، وانه كان اعتقل قبل ذلك بين 1996 و1998. وأضاف البيان انه «نشط في مجالات إغاثية وطبية وعسكرية لدعم الثورة السورية منذ انطلاقها، اضافة الى نشاطه الديبلوماسي والسياسي كعضو الأمانة العامة للمجلس الوطني وعضو مؤسس في الائتلاف» منذ تشكيله نهاية العام الماضي. وهو عضو «المجلس الأعلى للثورة السورية». ونقل البيان عن الجربا قوله بعد انتخابه رئيساً للتكتل المعارض أن من «أهم أولوياته الآن متابعة مستجدات وتطورات الوضع في الداخل السوري وبخاصة في حمص وسط البلاد، وأن جميع الجهود يجب أن تنصب على هذا الجانب». وفيما احتفظت سهير الاتاسي بالجولة الاولى بمنصب نائب الرئيس بأغلبية 76 صوتاً، فإن طيفور دخل في منافسة مع سالم المسلط وواصل الشمالي على مناصب نيابة الرئيس أسفرت عن فوز طيفور والمسلط. وتقدم جاموس في الجولة الثانية لنيل منصب الامين العام بغالبية 54 صوتاً متغلباً على انس العبدة. وكانت مصادر في «الائتلاف» ربطت بين نتائج الانتخابات والتغييرات الحاصلة في مصر بخسارة «الاخوان المسلمين» نفوذهم فيها، حيث شعر العلمانيون بأنهم في موقف سياسي أفضل، باعتبار ان توسيع «الائتلاف» الاخير ضم 22 شخصية علمانية و14 من الحراك الثوري و15 من «الجيش الحر». وصوت عدد من هؤلاء لمرشحي «اتحاد الديموقراطيين السوريين» برئاسة ميشال كيلو. وقالت مصادر ان الهيئة العامة رفعت عدد اعضاء الهيئة السياسية من 11 الى 19 عضواً. الى ذلك، طالب «الائتلاف» في بيان المجتمع الدولي ب «ممارسة واجباته لحماية الشعب السوري من استخدام نظام (الرئيس بشار) الأسد جميع الأسلحة ضده بما فيها السلاح الكيماوي بأسلوب استراتيجي وممنهج»، داعياً الى «ضرورة الإسراع في اتخاذ كل الخطوات الممكنة لحماية المدنيين في حمص وفتح ممرات إنسانية عاجلة لإنقاذهم». وجدد تحذيره من «لجوء نظام الأسد إلى استخدام الأسلحة الكيماوية بعدما أطلقت قوات النظام مدعومة بعناصر من ميليشيا «حزب الله» طوال اليوم (أمس) مئات الصواريخ وشنت على المدينة قصفاً عنيفاً بالمدفعية الثقيلة». وأشار الى وجود تسجيلات فيديو اظهرت «قيام النظام بقصف حي الخالدية باستخدام أنواع جديدة من القذائف الكيماوية والعناصر الحارقة». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» بأن قوات النظام قصفت امس حي الخالدية والأحياء المحاصرة في حمص. وقال الناشط يزن الحمصي ل «فرانس برس» عبر سكايب، إن «الجبهتين الأكثر حماوة هما في حيي باب هود والخالدية». وأشار إلى أن قوات النظام «تقدمت منذ يوم (اول من) امس إلى بضعة أبنية في أطراف حي الخالدية. لكن اليوم (امس)، لم يحصل أي تقدم جديد»، مشيراً إلى استمرار القصف العنيف وتدمير عدد كبير من الأبنية في شكل كامل. وذكر أن هناك العديد من المفقودين لا يزالون تحت الأنقاض. وقال نشطاء إن مقاتلين من المعارضة السورية اشتبكوا مع جماعة معارضة على صلة بتنظيم «القاعدة» في بلدة الدانا في شمال غربي البلاد، قرب الحدود التركية. وقالت جماعة معارضة تدعى «اتحاد شباب إدلب الأحرار» إن عشرات المقاتلين قتلوا أو أصيبوا أو سجنوا. وذكر «المرصد السوري» ان جثتي قيادي وشقيقه من «لواء الإسلام» عُثر عليهما مقطوعتي الرأس، ذلك ان الاشتباكات بدأت «في احتجاج مناوئ ل «الدولة الإسلامية في العراق والشام» حين أطلق بعض المتشددين الإسلاميين النار على التظاهرة». لكن نشطاء آخرين في محافظة إدلب التي تضم الدانا قالوا إن الاشتباكات كانت صراعاً على السلطة أكثر من كونها تظاهرات.