اختتم الرئيس الفلسطيني محمود عباس زيارة رسمية للبنان حفلت بلقاءات لبنانية وفلسطينية محورها تطورات المنطقة وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات والنازحين إليها من سورية. وزار أمس رئيس الجمهورية ميشال سليمان في القصر الجمهوري، شاكراً للبنان حسن ضيافته قبل أن يغادر. وكان عباس التقى في مقر اقامته في فندق «فينيسيا - انتركونتيننتال» وفداً من «القوات اللبنانية» ضم النواب انطوان زهرا وجوزيف المعلوف وشانت جينجيان وفادي كرم كما ضم طوني كرم وإدي ابي اللمع ووهبي قاطيشا وبيار ابو عاصي. وأوضح زهرا ان الظروف لم تسمح بزيارة رئيس الحزب سمير جعجع للرئيس عباس «وشددنا امامه على ان كل الشعب اللبناني بكل مكوناته داعم للحلول السلمية المبنية على العدالة وعلى حلول نهائية تعطي الشعب الفلسطيني حقه بدولته وحق العودة والإستقرار ضمن حدود نهائية معترف بها». وأشار الى ان البحث تطرق الى الموقف الفلسطيني «الواضح جداً من موضوع السيادة اللبنانية والسلاح على أرض لبنان وخصوصاً السلاح الفلسطيني داخل وخارج المخيمات، ونتمنى من كل قلبنا لو يتمثل به الأفرقاء اللبنانيون، فإذا كان قرار السلاح الفلسطيني بقرار من السلطة الوطنية وتفاهم مع الفصائل الفلسطينية كافة الموجودة في لبنان بيد الحكومة اللبنانية حفاظاً على سيادة لبنان ومصلحته والفلسطينيين في لبنان، فعلى الفرقاء اللبنانيين أن يتمثلوا بهذا الموقف الشجاع». وتمنى «النجاح لمفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين على أساس التزام اسرائيلي بدولة فلسطينية على أساس حدود 67، مع تبادل متفق عليه على بعض الأراضي، خصوصاً بعد الموقف الواضح للسلطة الفلسطينية من عملية السلام واستعدادها للدخول في مفاوضات الحل النهائي، لأن لا مستقبل مستقراً للشرق الأوسط من دون حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة بناء على مرجعية أوسلو وعلى أساس المبادرة العربية التي أطلقت في العام 2002 في بيروت». ثم استقبل عباس وفداً من كتلة «المستقبل» النيابية برئاسة رئيس الكتلة فؤاد السنيورة ضم: محمد قباني، باسم الشاب وأمين وهبي. وقال السنيورة: «كانت مناسبة لتأكيد أهمية العلاقة السوية ما بين الشعبين والموقف الذي كرره الرئيس عباس في موضوع السلاح الفلسطيني الموجود في لبنان، داخل وخارج المخيمات». وأضاف: «كانت مناسبة للتداول في قضايا تتعلق بالوضع الفلسطيني في لبنان والمنطقة العربية في ضوء كل المتغيرات، والإستماع الى وجهة نظر الرئيس عباس في موضوع المفاوضات الجارية، والتي نأمل بأن تؤدي الى مزيد من توحيد الصف الفلسطيني بداية، وتركيز الموقف الفلسطيني في ما يجري من مفاوضات وعبر الوسيط الأميركي». والتقى عباس الأمين العام ل «التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد يرافقه عضو اللجنة المركزية للتنظيم محمد ظاهر. وأوضح المكتب الإعلامي لسعد في بيان، ان عباس «نوه بدور صيدا في احتضان القضية الفلسطينية والمشاركة في الكفاح المسلح من أجل تحرير فلسطين. ونوه بالعلاقة الكفاحية التاريخية مع التنظيم الشعبي الناصري ودوره المميز في رفع راية القضية الفلسطينية، وتبني قضايا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان». وأوضح أن «سعد أكد التزام التنظيم الثابت بالقضية الفلسطينية وبضرورة حصول الفلسطينيين المقيمين في لبنان على حقوقهم المدنية والإنسانية والتزام النضال والكفاح الفلسطيني من أجل تحقيق الأهداف الوطنية للشعب الفلسطيني، ونوه بموقف الحياد الإيجابي للفصائل الفلسطينية في ما يتصل بالخلافات السياسية في لبنان». وأعلن اعلام «الحزب الديموقراطي اللبناني» في بيان، أن عباس استقبل رئيس الحزب النائب طلال أرسلان وأكد «ضرورة الالتزام بأمن لبنان واستقراره وعدم الدخول في التجاذبات الداخلية». كما أعلن «تجمع اللجان والروابط الشعبية» في بيان، أن عباس استقبل قبل مغادرته وفداً من التجمع ضم المنسق العام معن بشور وبشارة مرهج وهاني سليمان، وجرى التداول في الأوضاع العربية وفي الوضع الفلسطيني والعلاقات اللبنانية - الفلسطينية. وسلم عباس جواز سفر فلسطينياً لسليمان «تقديراً لنضاله وتضحياته من اجل القضية الفلسطينية». وكان عباس سلم جواز سفر مماثلاً الى الفنان اللبناني راغب علامة في بداية زيارته لبنان.