تصدر مرشح اليسار تاباريه فاثكيث نتائج الدورة الأولى للاقتراع الرئاسي الذي جرى الأحد في الأوروغواي لكن الغموض ما زال يحيط بنتيجة الانتخابات التشريعية التي قد تفضي، خلافاً لكل التوقعات، إلى احتفاظ اليسار بغالبيته في البرلمان. وتشير استطلاعات الرأي التي أجريت لدى الخروج مساء من صناديق الاقتراع إلى أن فاثكيث (74 سنة) الطبيب المتخصص بأمراض السرطان الذي يحظى بالاحترام وكان أول رئيس يساري للأوروغواي بين 2005 و2010، حصل على حوالى 46 في المئة من الأصوات في الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية. وسيواجه في الدورة الثانية التي ستجرى في 30 تشرين الثاني (نوفمبر)، مرشح الحزب الوطني (وسط يمين) لويس لاكال بو (41 سنة) النائب المعروف بديناميته الذي قلما يهتم بالمناظرات الإيديولوجية. وهو يتحدر من عائلة سياسية ونجل رئيس سابق وقد حصل على حوالى 31 في المئة من الأصوات في الدورة الأولى وفق استطلاعات الرأي. ويرغب فاثكيث، مرشح ائتلاف اليسار فرنتي أمبليو في خلافة الرئيس خوسيه موخيكا (79 سنة) الذي رفع شأن جبهة فرنتي أمبليو في السنوات الأخيرة لكن القانون لا يجيز له الترشح لولاية رئاسية ثانية على التوالي. وتمكّن لاكال بو من إضافة نفحة جديدة إلى المشهد السياسي التقليدي وحرص على تفادي المواجهة مباشرة مع خصومه. وهذه الإستراتيجية ستفيده على الأرجح في الدورة الثانية حيث سيحتاج الى اصوات من المرشح اليميني الآخر بيدرو بوردابيري (حزب كولورادو) الذي حصد الأحد حوالى 13 في المئة من الأصوات وفق استطلاعات الرأي. وقال لاكال بو في المساء في مقر الحزب الوطني قبيل تلقيه دعم حزب كولورادو باسم التغيير "الأمل ما زال كبيراً (...) سنتحاور مع الجميع". وهذه الانتخابات الرئاسية والتشريعية قد تدق ناقوس الخطر بالنسبة إلى القانون الأكثر طموحاً الذي تمّ التصويت عليه في ظل رئاسة "بيبي" موخيكا أواخر العام 2013، وهو تشريع إنتاج وبيع القنب الهندي تحت رقابة الدولة. وقد وعد لاكال إن تم انتخابه بتعديل القانون بخاصة لإلغاء الجانب المثير للجدل فيه وهو البيع العام في الصيدليات الذي تحفّظ في شأنه أيضاً تاباريه فاثكيث. وإن كان ينتظر إجراء دورة ثانية للانتخابات الرئاسية فإن المفاجآت قد تأتي من نتائج الانتخابات التشريعية التي قد تمنح الغالبية المطلقة لفرنتي أمبليو، وهو أمر لم يكن المراقبون يتوقعونه كثيراً قبل الاقتراع. وقال فاثكيث بارتياح أمام أنصاره "إننا قريبون جداً من الحصول على الغالبية البرلمانية". وبعد إعلان النتائج الأولية تدفق آلاف من أنصار فرنتي أمبليو إلى جادة 18 يوليو الكبرى في وسط مونتيفيديو وهم يطلقون أبواق السيارات ويلوّحون بالإعلام.