دعا إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن محمد آل طالب، المولى عز وجل أن ينصر أهل سورية من الحرب التي يواجهوها، وقال خلال خطبة أمس (الجمعة)، في المسجد الحرام إنه: «تمالأ أعداء العرب والمسلمين على حصار حمص، وإنه لا بد أن يعي كل مسلم أنه من أولى الوصايا في معركة بدر، ألا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا فإن الله مع الصابرين». وقال آل طالب خلال خطبته: «نستبشر بما قدمته المملكة العربية السعودية في قضية إخواننا في سورية وحمل قضيتهم في المحافل الدولية والمنظمات العالمية، ودفع الدول الكبرى للتدخل بما ينهي هذه المأساة. ووقفة خادم الحرمين الشريفين، هي وقفات كريمة ومقدرة لهذه الصفحة الدامية من تاريخ سورية وعودة السلم للشام، سدد الله الخطا وبارك في الجهود، وحفظ الله بلاد المسلمين في جميع مشارق الأرض ومغاربها». وتابع: «في هذه الأيام اشتد البأس على الكثير من المسلمين وتحالف عليهم أشتات تفرقهم اللغة والدين ويجمعهم العداء للإسلام، ولم يعلم المسلمون أن العداء ديني وعقائدي، فهذه آرآكان وبورما، كلما انتهت موجة إبادة خرجت إلينا أخرى، وهذه الشام تتناوب عليها مطارق المجرمين وتلك بلاد للمسلمين يعبث بها، وإننا في هذه الأيام نمر بمرحلة لم نرها منذ عقود من هجوم أهل النفاق وارتفاع الصوت الذي يعادي شريعة الإسلام وتنتهك القوانين الدولية والأعراف العالمية والحقوق السياسية، وتنتهك حقوق الإنسان وحقوق الطفل والمرأة، فقد تحالف خصوم الدين حتى جثوا على الركب حماسة في نصرة الظالم ونصر الباطل وكبت الحق وقهر المظلوم مما يستدعي المسلمين لليقظة والوعي والاستمساك بحبل الله، فإنهم إن تركوه ضعفوا وإن أخذوه بوهن تسلّط عليهم عدوهم». وزاد: «يطوف بنا طائف العام بأيامه ولياليه وانتصاراته ومآسيه وحسناته ومساوئه، وقد علقت في النفس منها أوزار وفتور وانكسارات تثقل العبد في سيره إلى الله، وربما استوحش الطريق وملّ الرفيق، ورتابة الأيام تثقله فكان لا بد للنفس في هذا الهجير من ظل تتفيأه لتستريح النفس وتتزود، فإن السفر طويل والزاد قليل فمنح الله الأكرم عباده شهراً كريماً وموسماً عظيماً وهو رمضان، حيث يتزود فيه المسلم ويقوى ويرتفع في مدارج التقوى، شهر يروي عطش النفوس ويفيض على الأرواح من بركاته، شهر ينتصر فيه العبد على شهوته وشيطانه، فأقبل علينا شهر رمضان المعظم فلمعت بشائره وعلاماته وعمّ قليل يحل بنا، فكم حنّ إليه العباد وشغف به العباد، وإن من نعم الله علينا أن من علينا بهذه المواسم المباركة».