بدا العمل التطوعي وجهة مفضلة للشباب السعودي، وذلك لملء أوقاتهم واكتشاف إمكاناتهم واحتضان مواهبهم والتعبير عن أنفسهم والبحث عن ذواتهم والإسهام في خدمة بلدهم، فضلاً عن البواعث الدينية ورجاء المغفرة والأجر والمثوبة، والدوافع الأخلاقية لخدمة الآخرين ونفع الناس ومعونتهم وسد حاجتهم. القنفذة بكثافتها السكانية العالية وقطاع الشباب الذي يحتل مساحة واسعة من خريطة البشرية بدأت تعلن ولادة مشاريع أعمال تطوعية أهلية وفرق شبابية تتبنى خط العمل الطوعي بإمكانات متواضعة وطموحات عالية. القنفذة تزخر بنشاط اجتماعي وخيري ودعوي غير مسبوق أسهم في تسريع وانتشار هذه المبادرات في أطراف المحافظة، تأخذ الفرق التطوعية أشكالاً متعددة من جهة المظلات الرسمية التي تتبناها وجهات الدعم المادي الذي تتلقاه، ونوعية البرامج التي تقدمها، وفئات الشباب والإمكانات التي توظفها، فتتباين في أهدافها ورؤاها ورسالتها وحجم طموحها وخططها المستقبلية. وتعد مجموعة بصمة شباب من أشهر فرق العمل التطوعي في المحافظة، بدأت الفكرة من ملعب «اسباير» الاصطناعي، إذ يجتمع الشباب في شكل يومي لعلب كرة القدم، ما أسهم في توليد تلك الفكرة، ومع مرور الوقت طُرحت الفكرة على الشباب فحظيت بالقبول والاهتمام. وهي مجموعة تطوعية خيرية تقوم بأعمال مكملة لجهات أخرى وبأيدي شباب مميز ومبدع بحسب ما جاء في تعريفها على موقعها الخاص، وتسعى لإعداد جيل من الشباب المتطوع في خدمة الدين والوطن وأهله بناء على رؤيتها المرسومة، وفي رسالتها تعيش التطوع لتحدث فرقاً في حياة الآخرين، وتتخذ من التعاون والحب والعطاء والإبداع قيماً لها. يشرف على الفريق صاحب الفكرة وقائد المجموعة حسن أحمد الناشري، وهو من مدينة القوز جنوب القنفذة. أقامت المجموعة في مبادرة لافتة مسابقة (التميز الأولى للأعمال التطوعية) بمشاركة 15 مجموعة من قرى ومراكز المحافظة، وفي إحدى الليالي وبحضور محافظ القنفذة فضا البقمي ومدير إدارة التربية والتعليم بالقنفذة الدكتور محمد الزاحمي وعدد من المسؤولين تم افتتاح مقر مجموعة بصمة شباب التطوعية في مركز القوز وسط حضور كبير من الشخصيات البارزة من المحافظة. تنشط المجموعة في مجالات إغاثية وخيرية وتنموية مختلفة، وتقوم بتجديد المساجد، وترميم منازل المساكين، وبرامج حفظ النعمة في المطاعم والمناسبات، وإعانة المحتاجين وتوزيع الحقائب المدرسية على أصحاب الدخل المحدود ومشاريع ثقافية وفكرية مثل برامج القراءة الجماعية والحملات التوعوية ومخيمات استقبال الحجاج، إضافة إلى التعاون مع المؤسسات الأهلية والخيرية الناشطة في المحافظة. وفي إحدى مشاركات المجموعة أشهر 14 وافداً من الجنسية الفيليبينية إسلامهم في برنامج تعاوني بين مكتب الدعوة وتوعية الجاليات بالقنفذة ومجموعة بصمة شباب التطوعية، وقد أفصح الوافدون بعد نطق الشهادتين أن التعامل الإنساني الذي وجدوه في هذه البلاد دفعهم للاطلاع على الدين والتقرب منه أكثر وهذا ما تحقق باعتناقهم الإسلام.