دعا الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني أمس، الحكومة ورجال الدين إلى وضع نهاية للتدخل في الحياة الخاصة للمواطنين الإيرانيين، وطالب بحرية استخدام الإنترنت وحض وسائل الإعلام الحكومية على التحلي بمقدار أكبر من الانفتاح في تغطية مشاكل إيران. وحذر روحاني من أن الخطر في بلاده يكون، عندما توجد هوة بين أفراد المجتمع. وقال في خطاب أمام حشد من علماء الدين في طهران نقلته أجهزة الإعلام، إنه «يمكن بالعقلانية والاعتدال، التخلص من جميع التحديات واجتيازها»، واعداً بأن الحكومة الإيرانية المقبلة «ستجتاز كل المشاكل والعقبات التي تعترضها بمساعدة الشعب وحضوره في الساحة». وبدأت تصريحات روحاني وهو رجل دين، تجسد رسالته الوسطية في الداخل ودعوته لعلاقات أفضل في الخارج وهي الرسالة التي ساهمت في فوزه في الانتخابات الرئاسية التي أجريت الشهر الماضي. وقال روحاني: «ينبغي ألا يكون هناك أي صدع أو فرقة بين الحكومة ورجال الدين ولا سيما في وقت يعلق فيه الناس آمالهم على رؤية نوع ما من التغيير في المجتمع». وأضاف: «نحتاج إلى مجتمع قوي وحكومة قوية. اليوم مهدت الأرض للمشاركة الشعبية. الناس علقوا آمالهم على المستقبل». ورأى أن «وجود حكومة قوية لا يعني حكومة تتدخل في كل الشؤون، بل حكومة لا تقيد حياة الناس. فتلك ليست حكومة قوية». وزاد أن «قوة الحكومة تكمن في ثقة الشعب وتقديم الخدمات وتقليل المشاكل وتمهيد الساحة لمزيد من التطور لجميع المواطنين لتلبية احتياجات الشعب والرغبة في التغيير». ويدعم روحاني تفويض شعبي وتأييد تحالف المعتدلين والإصلاحيين بزعامة الرئيسين السابقين أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي وكلاهما همشهما المتشددون في عهد الرئيس محمود أحمدي نجاد. وفي الوقت الراهن أعطى انقسام معسكر المحافظين المتشددين لروحاني حرية حركة نسبية. لكن، يمكن المتشددين مع تمتعهم بغالبية في البرلمان وصلاتهم القوية بالحرس الثوري وقبضتهم الشديدة على المناصب في وسائل الإعلام الحكومية وجهاز الأمن، إرباك محاولات روحاني للتغيير خصوصاً إذا شعروا بأن مناصبهم معرضة لخطر مباشر. ولمح روحاني أمس، إلى ما طالب به خلال حملته الانتخابية بتخفيف «المناخ الأمني» وإلى الخطوات التي يريد أن يراها تطبق. وقال روحاني على «تويتر» إن فرض رقابة على محتوى الإنترنت في إيران التي زادت بعد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع وتنسيق احتجاجات ضخمة بعد الانتخابات الرئاسية عام 2009 أثبت أنه غير فعال. وتساءل: «ما هو الخبر المهم الذي تمكنت القيود على الإنترنت من التعتيم عليه في السنوات الأخيرة؟». وفي الوقت ذاته انتقد الإذاعة الحكومية الإيرانية لتجاهلها قضايا داخلية في إيران. وقال روحاني على «تويتر» إنه «عندما تبث هيئة الإذاعة الإيرانية خبر مولد باندا في الصين ولا تبث شيئاً عن عمال محتجين لم يتسلموا أجورهم فمن المؤكد أن الشعب والشبان سيتجاهلونها». ومعلوم أن قدرة روحاني على تحقيق رؤيته لمجتمع أكثر انفتاحاً في إطار النظام الإسلامي تعتمد على حصوله على تأييد المرشد علي خامنئي الذي يجلس على رأس نظام معقد يشكل مزيجاً بين رجال الدين والتمثيل البرلماني.