كشف البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت أمس أن 125 بنكاً من البنوك الأوروبية التي فحصها في الفترة الماضية حققت هدف زيادة رؤوس أموالها بصورة تسمح لها في المستقبل بمواجهة أي أزمة نقدية قد تحصل، وبالتالي تثبيت أوضاعها المالية العامة. وبعد التدقيق أكثر من مرة في أوضاع البنوك، خصوصاً التي واجهت تعثراً في الأزمة المالية التي اجتاحت أوروبا في السنوات الأخيرة، أوضح البنك في بيان له أن 25 مصرفاً فشل في الامتحان، واحد منها في ألمانيا، فيما حصدت ايطاليا أكبر عدد من البنوك التي فشلت في الامتحان وعددها تسعة. وذكر البيان أن المفتشين الماليين المكلفين فحص المصارف استندوا في استنتاجاتهم إلى حصيلة معاملاتها البنكية لعام 2013 الفائت، وإلى تجربة مباشرة لها حول حجم الثغرة في رؤوس أموالها، وتبيّن لهم أن حجم النقص هنا يبلغ 25 بليون يورو. ومع ذلك، شدد البيان على أن نصف المصارف (12 تحديداً) التي فشلت في الامتحان لا تزال تحتاج إلى مزيد من الخطوات لتحصين أوضاعها بصورة أفضل بعد زيادة رؤوس أموالها بما مجموعه 15 بليون يورو، فيما حصلت البنوك ال 13 الباقية على فرصة تراوح بين ستة وتسعة اشهر لتغطية النقص في رؤوس أموالها بما مجموعه 10 بلايين يورو. وكان مصرف «هيبوتيكن بنك» البافاري، الوحيد بين المصارف الألمانية ال 24 الذي فشل في امتحان البنك المركزي الأوروبي «على رغم أنه تمكن خلال العام الحالي من رفع قيمة رأس ماله بصورة ملموسة» كما ذكر كل من البنك المركزي الأوروبي وهيئة الرقابة الألمانية على المصارف «بافين». أما المصارف الألمانية الثلاثة، «ها اس ها نورد بنك» و «كومرتس بنك» و «إي كا بي»، فتمكنت من تجاوز عتبة السقوط بشق النفس. وإضافة إلى فشل تسعة مصارف في إيطاليا، لم تنجح ثلاثة بنوك في قبرص واثنان في كل من بلجيكا وسلوفينيا في الامتحان. وامتحان المصارف جزء من أكبر حملة يقوم بها البنك المركزي الأوروبي للتأكد من متانة الأسواق المالية في القارة من جهة، وإعادة الثقة إلى النظام البنكي بعد تعرضه لأكبر هزة في تاريخه من جهة أخرى. وبدأت عمليات التدقيق المتواصل قبل سنة تقريباً بمساعدة سلطات الرقابة المالية في دول منطقة اليورو، وبالاتفاق مع مؤسسة الاستشارات المالية «أوليفر وايمن» بعد اختيار أكبر 130 بنكاً. إلى ذلك، نقلت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية عن المستشارة الألمانية أنغيلا مركل قولها إنها لن تؤيد فرض قيود على حرية تنقل العمال داخل الاتحاد الأوروبي ما قد يعطل خططاً لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون. ونقلت الصحيفة عن مركل قولها في مقابلة إنها لن تؤيد أي تقييد للتنقل داخل الاتحاد الأوروبي الذي يضم 28 دولة. وقالت للصحيفة ان «ألمانيا لن تعبث بالمبادئ الأساسية لحركة التنقل في الاتحاد الأوروبي».