فقدت أسرة سعودية أول من أمس ابنها الثاني، بعد أن قُتلا تحت راية «داعش»، وإذا كان الأول قتل قبل أشهر، في محافظة دير الزور على يد ما يُعرف ب «الصحوات، فإن الشقيق الثاني قتل في الاشتباكات التي يخوضها «الدواعش» مع المقاتلين الأكراد، للسيطرة على مدينة عين العرب (كوباني). وبمقتل الشقيق الثاني سعد عوض المطيري تنطوي صفحة من «الإرهاب المتنقّل» و«العابر للحدود»، إذ شارك هذا الفتى في حروب خاضها تنظيم «القاعدة»، ليبايع لاحقاً خليفة «داعش» «أبو بكر البغدادي»، متنقلاً بين اليمن وليبيا وسورية. وجاء إعلان مقتل المطيري من خلال «داعش»، مع عدد كبير من عناصره خلال هجمات التنظيم على منطقة عين العرب السورية، ضمن معاركه ضد الأكراد، التي حصدت أعداداً كبيرة من مقاتلي الطرفين. وينحدر المطيري، الذي لقّب نفسه ب «قطرة ندى»، من مدينة جدة غرب السعودية، وكان أحد الموقوفين السابقين في السجون السعودية، وانضم إلى صفوف المقاتلين في اليمن فور الإفراج عنه، بعد أن اخترق الحدود بين البلدين متسللاً، ليتنقل بعدها إلى ليبيا ويُصاب فيها. ونُقل إلى تركيا للعلاج، ثم استقر مقاتلاً في سورية. والمطيري هو أخو شرعي تنظيم «داعش» أحمد المطيري (أبو عزام الجزراوي)، الذي بُثت له مقاطع عدة. كما كان له دروس علمية وفقهية في معسكرات التنظيم، حتى قتل في تموز (يوليو) الماضي، على يد ما يسمى ب «الصحوات» في منطقة البوكمال (محافظة دير الزور)، الواقعة شمال شرق سورية. وشارك سعد المطيري في معارك عدة، مع مقاتلي تنظيم «داعش». وهنأ الدولة بمبايعة مقاتلي أفغانستان. كما كان يبحث له عن زوجة أثناء مشاركته في معارك «كوباني». وتمنى مقتله فيها. وبحسب زملائه في التنظيم فإن المطيري ودّع أصحابه قُبيل بداية الهجوم، ثم أصيب بطلقة نارية مساء السبت، أردته قتيلاً. يذكر أن تنظيم الدولة الإسلامية كثف أول من أمس، قصفه المدفعي على وسط مدينة عين العرب (كوباني) وأحيائها الشمالية. ودارت معارك قرب ساحة «آزادي» القريبة من معبر «مرشد بينار»، الذي حاول تنظيم «داعش» السيطرة عليه مرات عدة. وتتحصن قوات حماية الشعب الكردية في الأبنية المحيطة به. وركز مسلحو التنظيم هجماتهم على المعبر الحدودي مع تركيا. ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن «تنظيم «داعش» يسيطر حالياً على أكثر من 50 في المئة من المدينة. بينما يتركز وجود المقاتلين الأكراد في الأحياء الشمالية».