فقد تنظيم «داعش» خلال الأيام الماضية، ممدوح العتيبي، وهو أحد أقدم مقاتليه السعوديين، الذي كان ناشطاً أيضاً في الترويج للتنظيم وبث الفتاوى التحريضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يلقى مصرعه في المواجهات التي تشهدها مدينة عين العرب (كوباني). كما نعى التنظيم منشده السعودي أبو أسامة الجزراوي (أشلاء قلم)، الذي لقي حتفه في مواجهات مع الجيش العراقي. ونعى التنظيم خلال الأيام الماضية عدداً من مقاتليه، الذين لقوا حتفهم بين العراق وسورية، في مواجهات عدة مع خصومه: الجيشين العراقي والسوري والمقاتلين الأكراد والتحالف والجهاديين من التنظيمات الأخرى. ففي سورية قضى الشاب السعودي ممدوح مرزوق العتيبي المكنى ب «أبي دجانة النجدي»، في مواجهات التنظيم مع المقاتلين الأكراد في معارك عين العرب (كوباني) في محافظة حلب على الحدود السورية – التركية، التي يحاصرها مقاتلو التنظيم من الجهات الشرقية والجنوبية والغربية. وانضم العتيبي، وهو من أحد كبار مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، إلى المقاتلين في سورية قبل أكثر من ثلاثة أعوام. ويُعد من أوائل السعوديين الذين انضموا إلى قوائم المقاتلين في سورية. وظهر العتيبي محرضاً في إصدارٍ بثه التنظيم تحت مسمى «رسائل من أرض الملاحم». وسخر معرفه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» (1600 متابع)، للتحريض وبث الفتاوى الجهادية لمشايخ محسوبين على التنظيم. وأعلن «داعش» الأربعاء أنه يستعد لاقتحام كوباني. وقال إن مقاتليه أصبحوا على مدخل المدينة، بعد سيطرتهم على منطقة تشرف على المعبر الحدودي مع تركيا، الذي أصبح تحت مرمى نيرانهم. وبحسب مواقع إخبارية سورية، فإن التنظيم أكد في بيان له أن «مقاتليه تمكنوا من السيطرة على كل الحواجز التابعة لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في الجهة الجنوبية والشرقية لمدينة حلب». في حين يواصل مقاتلو تنظيم الدولة تطويق مدينة عين العرب (كوباني)، ووجهوا إنذارات لسكان بعض القرى المحيطة بإخلائها، بينما تتواصل المعارك بين عناصر التنظيم ومقاتلي وحدات كردية تدافع عن المدينة. وفي العراق، نعى تنظيم «داعش» ممثلاً في مكتب ولاية الأنبار، منشد التنظيم المعروف ب «أشلاء قلم»، إثر مقتله مساء أول من أمس في مواجهات التنظيم مع اللواء الثامن في الجيش العراقي. ويعد المقاتل السعودي في تنظيم «داعش» أبو أسامة الجزراوي «منشداً لدولة داعش»، ونُشرت له أناشيد صوتية عدة، تم إنتاجها في مؤسسة «البتار الفنية»، منها رثاء لبعض قادة «داعش»، وبعضها أناشيد «حماسية» و»تحريضية» أبرزها «قوموا جميعاً بايعوا البغدادي». يذكر أن اللواء الثامن هو الأهم في محافظة الأنبار، ويتعرض منذ نحو عشرة أشهر لهجمات متكررة من مقاتلي «داعش»، وبحسب مُعرفات إخبارية تابعة للتنظيم؛ فإن «مقاتلي الدولة سيطروا مساء أول من أمس على نصف اللواء الثامن، وبسبب قصف طائرات التحالف انسحب المقاتلون، فيما قضى سبعة منهم». فيما أكدت مصادر أمنية مقتل عدد كبير من عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» في اشتباكات مستمرة منذ ليلة الأربعاء الماضي، مع القوة الأمنية المسؤولة عن حماية اللواء الثامن في الجيش العراقي «شديد التحصين». وأضافت المصادر أن «قوات الصحوة المنتمية للعشائر في المحافظة والمناوئة للتنظيم، تشارك أيضاً في القتال الدائر، من خلال استهداف عناصر التنظيم المهاجمة من مواقع خارج مقر اللواء».