بعد الأحداث الأمنية المتسارعة، وسقوط صواريخ على مدينة بعلبك (شمال شرقي لبنان)، اضطرت لجنة مهرجانات المدينة للانتقال استثنائياً من القلعة التاريخية إلى مصنع تاريخي للحرير في منطقة جديدة المتن، ضمن نطاق بيروت الكبرى، عند المدخل الشمالي للعاصمة، يعود إلى القرن التاسع عشر، بدلاً من مكانها المعتاد. وأوضحت اللجنة أن القرار اتخذ بعد التشاور مع السلطات اللبنانية. وذكّرت في بيان أصدرته بأن مهرجانات بعلبك درجت، منذ تأسيسها في عام 1956، على استقدام «فنانين من المستوى الرفيع»، وعلى إقامة الحفلات «في موقع فريد في العالم»، في إشارة إلى هياكل بعلبك الأثرية العائدة إلى الحقبة الرومانية. وأضافت أنه في ظل «تطور الوضع العام، وبعد مشورة السلطات، اخترنا أن نستمر بمهرجاننا بتقديم الحفلات الأخرى بصورة استثنائية في مكان جديد». ووصف البيان البرنامج الذي أعلنته اللجنة لهذه السنة بأنه «موضع فخر» للجنة، لكنه استدرك أن مغنية الأوبرا الأميركية رينيه فليمينغ «أقدمت لسوء الحظ على إلغاء حفلتها التي كانت محددة في 30 حزيران (يونيو)»، وأن المغني اللبناني عاصي الحلاني «فضل، بالاتفاق مع الهيئة الإدارية، تأجيل حفلته إلى السنة المقبلة (لتقام) في هياكل بعلبك». وأوضح أن «الفنانين ماريان فيثفول وإليان إلياس وسيدي لاربي الشرقاوي وفاديا طنب الحاج ومرسيل خليفة ومن يواكبهم، سيسلكون الطريق نحو بيروت لإبراز الرسالة الثقافية الفاعلة لمهرجانات بعلبك، وإنما خارج الأسوار، وفي مكان له طابع تراثي، غني بالتاريخ، في مصنع سابق للحرير يعود إلى القرن التاسع عشر في جديدة المتن، يقدم فيه للمرة الأولى مهرجان». وأشار إلى أن هذا المكان الذي يعرف بالفرنسية ب «لا مانيانوري»، «يقع عند مداخل بيروت ويسهل الوصول إليه من كل المناطق». وستبقى الحفلات في مواعيدها التي حددت سابقاً.