سحب النائب الأول لرئيس البرلمان العراق قصي السهيل استقالته من منصبه، وسيعاود ممارسة مهامه «تلبية لنصيحة المرجع الديني السيد كاظم الحائري ومناشدة العلماء وهيئة الرئاسة والتحالف الوطني». فيما رأت مصادر في «كتلة الأحرار» التابعة للتيار الصدري أن عدوله عن الاستقالة «تأكيد لانشقاقه» عنها. وأكد السهيل في بيان امس تسلمت «الحياة» نسخة منه: «أسحب استقالتي وأستمر في أداء وظيفتي وتحمل مسؤوليتي في هيئة رئاسة مجلس النواب، نظراً إلى التجاوب المخلص من مختلف الجهات بدءاً من نصيحة السيد كاظم الحائري بعدم الاستقالة لما يترتب عليها من اضطراب وأضرار، وكذلك مناشدة العلماء الأعلام وإخواني من هيئة الرئاسة والتحالف الوطني وجميع الكتل البرلمانية والشخصيات السياسية والوطنية والعديد من المنظمات والهيئات الرسمية والشعبية الذين أشعروني بضرورة ترك المسؤولية والمضي بالنهج الذي سرت عليه منذ البداية تغليباً للمصلحة العامة على الخاصة». وأوضح أن «دوافع قبول المسؤولية امتداد لمراعاة المصلحة الشرعية والوطنية كذلك كان الاستمرار فيها للأهداف والدوافع ذاتها لا سيما بعد خروج العراق من الفصل السابع ليأخذ دوره الحقيقي وكذلك المساهمة في مواجهة التحديات في هذا الظرف الصعب وترسيخ أواصر الوحدة الوطنية». وشكر السهيل في بيانه من وصفهم ب «إخواني في هيئة الرئاسة الذين كانوا سنداً حقيقياً لي في أداء مهامي، إذ أدينا دوراً تكاملياً في عملنا، وأشكر إخواني في التحالف الوطني الذين منحوني ثقتهم واعتزازهم وكذلك أشكر السياسيين والبرلمانيين من جميع الجهات، وقبلهم أشكر جميع أبناء الشعب الذين عبروا عن مشاعرهم بشكل فطري وأعاهدهم على المضي في خدمتهم والحفاظ على مصالحهم». بيان السهيل خلا من الإشارة إلى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وموقف الأخير من الاستقالة ، ما اعتبرته «كتلة الأحرار» إغفالاً مقصوداً و «رسالة واضحة تفيد بانسحابه من الكتلة ودخوله تحت مظلة المرجع الحائري». وأكد مصدر في «كتلة الأحرار»، شدد على عدم ذكر اسمه، أن «عودة السهيل إلى ممارسة دوره مجدداً في مجلس النواب بهذه الطريقة دليل انسحابه وانشقاقه عن كتلة الأحرار عقائدياً وسياسياً ودينياً، فقد بدا واضحاً أنه يعمل بتوجيهات ونصائح المرجع الحائري والأخير يحظى باحترام كبير لدى جميع أبناء الخط الصدري، لكن فتواه أو نصائحه الدينية لم تكن واجبة التقليد أو التنفيذ بالنسبة إلى التيار الصدري». وأضاف أن «المرحلة المقبلة ستشهد تغييرات كبيرة في توازنات التيارات السياسية التي ستشارك في الانتخابات وفق مقتضيات المرحلة، حيث شكلت الكتل الكبيرة أو المتنفذة غرف عمليات لتشكيل كيان سياسي جديد يضم وجوهاً تحظى بقبول لدى الشارع العراقي بهدف استمالة الناخب وضمان الأصوات». وأضاف المصدر أن «زعيم التيار الصدري سيصدر قريباً بياناً للرد على موقف السهيل، فضلاً عن توضيح جملة من النقاط المهمة لدى الشارع الصدري». وكان السهيل قدم استقالته المفاجئة في 24 من الشهر الماضي من البرلمان، وتحدثت أوساط مطلعة عن أن سببها هو ضغوط تعرض لها من داخل كتلة الأحرار التي ينتمي إليها. إلى ذلك، أعلنت الأمانة العامة ل «كتلة الأحرار»، أن اللجنة المكلفة التحقيق مع النائبين حاكم الزاملي وحسن الجبوري قضت ببراءتهما. وجاء في تقرير للكتلة تسلمت «الحياة» نسخة منه، أن «اللجنة المكلفة التحقيق مع النائبين حسن الجبوري وحاكم الزاملي تبين لها بعد دراسة الشكوى والاستماع إلى الشهود والتقرير النهائي، أن الأدلة والقرائن المقدمة غير كافية لإدانتهما». واضافت الكتلة ان «من حق النائبين استئناف عملهما في مجلس النواب»، موجهة الشكر «للنائبين لامتثالهما لأوامر وتوجيهات السيد مقتدى الصدر وكتلة الأحرار».