قدم النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي قصي السهيل استقالته من منصبه من دون الإشارة إلى الأسباب التي دفعته إلى ذلك، فيما أكدت مصادر مطلعة أن اتهامات وجهت إليه بالتستر على ملفات الفساد في عقود وزارة الكهرباء، من بين أهم الأسباب التي دفعته إلى الاستقالة. والسهيل من كتلة «الأحرار» البرلمانية التابعة لتيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. وأكد مقرر مجلس النواب محمد الخالدي ل «الحياة» أن «استقالة النائب الأول لرئيس البرلمان من منصبة جاءت لأسباب خاصة. وستعرض على مجلس النواب خلال جلسته الأسبوع المقبل». بعض أعضاء «كتلة الأحرار» أبدى استغرابه تقديم الاستقالة، مؤكدين أن «الأمر لا مقدمات له»، ورفض غالبيتهم الخوض في الموضوع أو التعليق عليه. لكن مصدراً من داخل الكتلة أبلغ إلى «الحياة» أن «برنامجاً تلفزيونياً مختصاً بكشف ملفات الفساد في الدولة تعرضه قناة البغدادية تطرق أخيراً إلى تستر السهيل على ملفات فساد مختلفة بينها ملف يتعلق بصفقات وهمية في وزارة الكهرباء». وأضاف المصدر أن «رئيس لجنة الطاقة النيابية عدنان الجنابي وجه اتهامات إلى السهيل بالتغاضي عن عرض ملف التحقيق في عقود وهمية أبرمتها وزارة الكهرباء، وأن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أمر السهيل بالاستقالة». وأشار المصدر إلى أن «عوامل أخرى أسهمت في تعجيل استقاله النائب الأول لرئيس البرلمان، بينها الضغوط التي تعرض لها وصراعات داخل كتلة الأحرار، ولا سيما بعد إشرافه على لجنة التحقيق الخاصة بالنائبين حسن الجبوري وحاكم الزاملي وتحقيقات البنك المركزي العراقي. وزاد: «في معلوماتي أن زعيم التيار الصدري ضغط على السهيل لتقديم استقالته بسبب عجزه عن كشف الحقائق المتعلقة ببعض ملفات الفساد». وأوضح أن «السهيل تعرض إلى ضغوط من داخل كي لا يبرئ النائبين». وتأتي استقالة السهيل وهو قيادي في التيار الصدري، بعد نحو عشرة أيام، من إمهال الصدر له ثلاثة أيام، لكشف نتائج التحقيقات في قضايا فساد مالي معروضة أمام البرلمان. وجاء إعطاء الصدر هذه المهلة، رداً على رسالة وردت إليه من أحد أتباعه يستفسر فيها عن رأيه في الضغط على السهيل كي لا يعرقل الدور الرقابي لمجلس النواب ويهمش طلبات استجواب الوزراء المقصرين. إلى ذلك ناشدت «الكتلة الوطنية البيضاء» السهيل بالعدول عن استقالته. وقال القيادي في الكتلة النائب عزيز شريف المياحي في بيان، تسلمت «الحياة» نسخة منه، أن «السهيل شخصية قوية ورصينة ومعتدلة ومهنية ومن مصلحة العراق عدم التفريط بأي كفاءة نحتاجها في مثل هكذا ظروف إضافة إلى أنه صاحب دور قوي في حلحلة العديد من المشاكل». وأضاف أن «البرلمان في حاجة ماسة لبقاء السهيل لذا فإننا نناشده العدول عن استقالته والنظر بعين الحرص التي عودنا عليها إلى مصلحة العراق ومصلحة شعبه وإذا كان هناك أي إشكال أو خلاف فيمكن حلها بكل بساطة بوجود الحكماء والعقلاء».