واصلت قوات النظام مدعومة بغارات جوية وقصف مدفعي محاولاتها للسيطرة على مدينة حمص مع تركيزها امس على حيي حمص القديمة والخالدية لفصلهما عن باقي الأحياء المستهدفة، فيما اسقط مقاتلو المعارضة بصاروخ حراري طائرة مروحية في الشمال، وسيطروا على نقطة عسكرية قرب حدود الأردن جنوباً. وقُتل عناصر للنظام بتفجير سيارة في ريف دمشق. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن ثلاثة أشخاص قتلوا امس في قصف جوي عنيف على الأحياء المحاصرة في حمص وأن منازل دمرت في الغارات التي تركزت على حيي حمص القديمة والخالدية، علماً أن القصف ومحاولة الاقتحام استهدفا أول من امس أحياء باب هود وبستان الديوان. وأشارت مصادر المعارضة إلى وجود «مقاومة لقوات النظام من جانب مقاتلي المعارضة». وكتبت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من نظام الرئيس بشار الأسد، أن الجيش السوري النظامي «أحرز تقدماً نوعياً جديداً في مدينة حمص وسط اشتباكات عنيفة مع الميليشيات المسلحة في حيي الخالدية وباب هود». وكان النظام استعاد السيطرة على معظم أحياء حمص العام الماضي، لكنه بدأ قبل يومين حملة عنيفة للسيطرة على كامل المدينة، وسط تقديرات بأن ذلك يرمي إلى ربط محور دمشق بالساحل السوري وعزل حمص عن مدينة حماة المجاورة وشمال البلاد الذي تسيطر المعارضة المسلحة على معظمه. وأبلغ ناشطون معارضون في حمص وكالة «فرانس برس» عبر سكايب أن القصف هو الأعنف منذ آذار (مارس) الماضي، وأن النظام يركز على حي الخالدية سعياً لفصل الأحياء المحاصرة عن بعضها بعضاً، مؤكدين وجود نقص حاد في المواد الأساسية. وأوضح «المرصد» أن القصف «تجدد» مساء امس على حي الخالدية بقذائف الهاون. وفي حلب شمالاً، اسقط مقاتلو المعارضة بصاروخ حراري طائرة مروحية فوق بلدة نبل ذات الغالبية الشيعية في ريف حلب، في ثالث عملية من نوعها خلال أيام قليلة. وقال موالون إن طاقم وركاب الطائرة الستة قُتلوا، وكان بينهم موظفون من مديرية التربية في حلب احضروا أسئلة الامتحانات للمدارس. وردت قوات النظام بقصف المنطقة بصاروخ، وسُمع دوي انفجار كبير. وكانت هذه البلدة وبلدة الزهراء المجاورة، شهدتا زيارة لقائد عسكري هو العميد محمد خضور الذي دعا سكانهما إلى التطوع للقتال إلى جانب النظام ضد مقاتلي المعارضة في مطار «منغ» العسكري، ووعدهم بحوافز مالية وبجعل نبل والزهراء «عاصمة الشمال السوري» وتحصينهما بالدبابات والأسلحة الثقيلة. ودارت اشتباكات في أحياء حلب القديمة، وسقطت قذيفة على حي الزبدية في المدينة. وقال «المرصد» إن قصفاً عنيفاً من طائرات حربية طاول بلدتي تل رفعت وماير المجاورتين لنبل. وأطلق الأهالي على طريق كراج الحجز الواقع بين حي المشارقة الذي تسيطر عليه القوات النظامية وحي بستان القصر الذي تسيطر عليه الكتائب المقاتلة اسم «معبر الموت»، بسبب استهداف العابرين منه برصاص القناصة. وأوضح «المرصد» امس «أن قتلى يسقطون في شكل شبه يومي نتيجة استهدافهم برصاص قناصة ونيران القوات النظامية التي تحاول منع سبل الحياة في المنطقة وتفرض حالة من الإرهاب على العابرين وسكان المنطقة». وفي شمال غربي البلاد، استمرت الغارات على بلدات جبل الزاوية وسُجل سقوط 12 صاروخاً على بلدة البارة، اضافة إلى قصف بلدة معرة حرمة ما أدى إلى مقتل ثلاثة بينهم طفل وسيدة. وسقط مقاتل من بلدة بنش شرق مدينة إدلب. وأفاد «المرصد» بأن الاشتباكات تجددت امس في محيط الفرقة 17 في ريف الرقة في شمال شرقي البلاد، في حين دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة ورتل عسكري للقوات النظامية بالقرب من بلدة خنيز في ريف الرقة مع ورود أنباء عن خسائر في صفوف الطرفين. كما قتل العميد احمد جدعان النجرس قائد احد الكتائب المعارضة خلال مواجهات مع قوات النظام في دير الزور بعد أربعة أيام على تشكيله الفرقة 14 مشاة. وقال «المرصد السوري» إن مجموعة مسلحة خطفت أربعة مواطنين من عائلة واحدة في ريف الحسكة قرب حدود العراق. كما تعرضت قرية شرموخ لقصف كبير من القوات النظامية في الفوج 154، في حين نفذ الطيران المروحي غارة على القرية بالتزامن مع اشتباكات دارت عند حاجز مزرعة بحري على طريق تل حميس - القامشلي. وفي دمشق، دهمت القوات النظامية حي الطبالة في العاصمة في وقت سقطت قذائف عدة على حي جوبر في الطرف الشرقي للمدينة. واستهدف مقاتلو المعارضة بقذائف الهاون إدارة الشرطة العسكرية والفرع 211، ما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان. وقال «المرصد» إن حي القابون تعرض امس لقصف من القوات النظامية وسط استمرار محاولات اقتحامه مع حي برزة البلدة المجاور في الطرف الشمالي لدمشق. واستهدفت قوات النظام المتمركزة في «مبنى سيرونيكس» على الطريق الدولية حي القابون. وهز انفجار عنيف مدينة الكسوة في ريف دمشق، وسط معلومات أولية عن انفجار سيارة مفخخة قرب مبنى البلدية في المدينة ما ادى الى خسائر بشرية شملت عدداً من عناصر الأمن، فيما شن الطيران الحربي غارتين جويتين على اطراف مدينة دوما في الغوطة الشرقية. كما دارت اشتباكات في بلدات النشابية ودير سليمان وحزرما ومرج السلطان شرق العاصمة، رافقها دوي انفجارات. وتجددت المواجهات في محيط مبنى «تاميكو» في بلدة المليحة، ورافقها سقوط قذائف على المنطقة. وشهدت بلدتا حران العواميد وعين ترما لجهة المتحلق الجنوبي قصفاً من القوات النظامية. وفي الطرف الجنوبي لدمشق، دارت اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في الجهتين الغربية والشرقية من مدينة داريا. وبين دمشق وحدود الأردن، توفي مقاتل معارض من مدينة درعا في مستشفى اردني متأثراً بجروح أصيب بها وقت سابق، بحسب «المرصد» الذي زاد ان قوات النظام قصفت مناطق في بلدة تسيل ومحيط حاجز المستشفى الوطني المحاصر من قبل المعارضة. وكانت المعارضة تحدثت عن سيطرتها على موقع عسكري حكومي في درعا. وبث نشطاء فيديو، اظهر السيطرة على «النقطة العسكرية 37» عند الحدود الأردنية واستحواذهم على دبابة.