تستعد كرواتيا للانضمام إلى الاتحاد الاوروبي في الاول من تموز/يوليو لتصبح الدول ال28 العضو فيه، لكن الاحتفالات المقررة لهذه المناسبة تعكرها المشاكل الاقتصادية الخطيرة التي تواجهها هذه الجمهورية اليوغوسلافية السابقة التي استقلت في 1991. وقال المؤرخ الكرواتي تيفرتكو ياكوفينا ان "هذا الموعد سيكون من المحطات الرئيسية في تاريخ كرواتيا منذ استقلالها والانضمام الى الاتحاد الاوروبي قدم منذ البداية على انه الهدف الرئيسي للبلاد". وسيحضر اكثر من مئة مسؤول اوروبي بينهم رئيس المجلس الاوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو، مع القادة الكروات وآلاف المواطنين الى الساحة المركزية للاحتفال مساء الاحد بدخول كرواتيا الى كتلة الدول ال27. لكن لم تعلن اي شخصية دولية نيتها حضور الاحتفالات التي يعكرها اصلا غياب المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بسبب التكهنات التي اطلقتها الصحف الكرواتية بشأن هذا الغياب. فعلى على الرغم من نفي برلين، تقول الصحف الكرواتية ان غياب ميركل مرتبط برفض زغرب تسليم رئيس سابق للاستخبارات اليوغوسلافية يلاحقه القضاء الالماني في قضية مقتل منشق كرواتي على الاراضي الالمانية في 1983. وسينظم الاحتفال الرئيسي الاحد في الساحة المركزية للعاصمة بمشاركة نحو 700 فنان. ورمزيا، ستنزع منتصف ليل الاحد (22,00 تغ) اللوائح التي كتب عليها كلمة "جمارك" من مركز حدودي مع سلوفينيا الجمهورية اليوغوسلافية الاخرى الوحيدة التي انضمت الى الاتحاد (في 2004) منذ تفكك الاتحاد السابق على اثر سلسلة من الحروب في تسعينيات القرن الماضي. وفي الوقت نفسه، ستوضع لوحة كتب عليها "الاتحاد الاوروبي" على الحدود مع صربيا الجمهورية اليوغوسلافية الاخرى التي تأمل في فتح مفاوضات قريبا للانضمام الى الاتحاد. وستضىء العاب نارية سماء زغرب لكن انضمام كرواتيا الى الاتحاد الاوروبي فقد بريقه في نظر معظم سكان البلاد البالغ عددهم 4,2 ملايين نسمة. اذ بين استطلاع للرأي ان واحدا من كل سبعة كرواتيين يؤيد تنظيم احتفالات الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. والمؤشرات الاقتصادية الكرواتية لا تدعو الى التفاؤل بينما يواجه الاتحاد الاوروبي نفسه انكماشا في تسعة من الدول ال27 الاعضاء فيه وازمة في منطقة اليورو. وقال مكتب الاحصاءات التابع للاتحاد ان اجمالي الناتج الداخلي لكرواتيا اقل ب39 بالمئة من المعدل في الاتحاد. ووحدها رومانيا وبلغاريا تليان كرواتيا في هذا الشأن. ويشهد الاقتصاد انكماشا منذ 2009 في هذا البلد الذي يبلغ معدل البطالة فيه 21 بالمئة. وتساءل احد مستخدمي الانترنت على الصفحة الرسمية للحكومة الكرواتية على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك "بماذا سيحتفل 300 الف عاطل عن العمل؟ هل يملك الاتحاد الاوروبي عصا سحرية لازالة كل المشاكل؟". وتبدو المهندسة تيهانا ستريمشكي (48 عاما) وهي من مدينة سيساك (وسط) متفائلة. وتقول "انني سعيدة. سنكون جزءا من اوروبا وآمل الا يهاجم احد بلدنا بعد اليوم"، ملمحة بذلك الى حرب الاستقلال التي خاضها المتمردون الصرب المدعومون من بلغراد بين 1991 الى 1995. لكن على الرغم من الازمة الحالية، يقول المؤرخ ياكوفينا ان "اوروبا موحدة تبقى منطقة ازدهار وسلام ووسطا مرغوبا فيه لبلد صغير مثل كرواتيا".