زغرب – رويترز، أ ف ب - أدلى الكرواتيون بأصواتهم أمس، في دورة ثانية من الانتخابات الرئاسية لاختيار ثالث رئيس للبلاد منذ استقلالها عام 1991، سيقود هذه الجمهورية اليوغوسلافية السابقة الى الاتحاد الاوروبي. وسيختار اكثر من 4.4 مليون ناخب، بينهم 400 الف في الخارج وخصوصاً في البوسنة والهرسك المجاورة، رئيساً بين ايفو يوسيبوفيتش من الحزب الاجتماعي الديموقراطي وميلان بانديتش رئيس بلدية زغرب منذ عام 2000 والذي أقيل من الحزب ذاته لترشحه بصفة مستقل. ورجحت كل استطلاعات الرأي التي جرت منذ الدورة الاولى في 27 كانون الاول (ديسمبر) الماضي، فوز يوسيبوفيتش. وكشف آخر استطلاع للرأي انه سيحصل على 55 في المئة من الاصوات، في مقابل 45 في المئة لبانديتش. وسيخلف الفائز الرئيس المحنك شتيبي ميسيتش (75 سنة) الذي ينتمي الى الوسط ويقود منذ عام 2000 كرواتيا التي انضمت الى حلف شمال الاطلسي عام 2009. ويحدد الدستور عدد الولايات الرئاسية باثنتين، مدة كل منها خمس سنوات. ويوسيبوفيتش (52 سنة) أستاذ في القانون الجزائي الدولي ومؤلف للموسيقى الكلاسيكية، وماضيه خال من اي تهم بالفساد ويأخذ عليه منتقدوه «افتقاره الى قوة الشخصية» والى الخبرة السياسية. ويتهم يوسيبوفيتش الذي نالت وعوده بمكافحة الفساد تأييد كثير من ناخبي المدن والناخبين الليبراليين، بانديتش بسوء الإدارة في قيادة زغرب. وقالت تيهانا كولاك بعدما اقترعت: «صوّت ليوسيبوفيتش لانه سيمثل كرواتيا بمصداقية بوصفها دولة متحضرة». اما بانديتش (54 سنة) الذي درس العلوم السياسية، فيقول انه «رجل مبادرات»، خصوصاً انه رجل عصامي قريب من الشعب أكثر من يوسيبوفيتش ذي الخلفية الأكاديمية والثرية نسبياً. ويأخذ على بانديتش منتقدوه استخدامه خطاباً شعبوياً خالياً من المضمون وعدم إجادة أي لغة اجنبية. واتُهم بالضلوع في قضايا فساد، لكنه لم يمثل يوماً امام القضاء في قضايا مماثلة. ونال بانديتش دعم الكنيسة الكاثوليكية ذات النفوذ وكثيراً من المحاربين القدامى، كما لعب على وتر الخوف من «العودة للشيوعية» إذا تولى يوسيبوفيتش الرئاسة. واستخدم بانديتش الذي توقّع «الفوز» في الانتخابات، خطاباً متشدداً على غرار المحافظين، والتقى أسقف زغرب الذي قدم له دعمه وحاول جذب أصوات الكروات في البوسنة والهرسك، حيث وُلد. ويطرح المرشحان برنامجين متشابهين ويعدان خصوصاً بتحقيق انضمام كرواتيا الى الاتحاد الأوروبي قبل عام 2012، وبمكافحة الفساد وبإخراج البلاد من انكماش اقتصادي وصل معه معدل البطالة الى 16 في المئة من القوى العاملة.