مع وصول وزير الخارجية الاميركية جون كيري، الى المنطقة، لمواصلة جهوده لاستئناف المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، اعلن الوزير في حكومة بنيامين نتانياهو، يعقوب بيري، ان اغالبية الاسرائيليين ونواب الكنيست يؤيدون اتفاق سلام مع الفلسطينيين، وتوقع استئناف المفاوضات في غضون ايام مدعيا ان رئيس الحكومة جاد في سعيه لاستئناف المفاوضات. لكن بيري كاغلبية نواب الكنيست والاسرائيليين لا يدعمون المقترحات الاميركية لتذليل العقبات واستئناف المفاوضات، وفي مركزها ما يسمونها الاسرائيليون "تقديم نوايا حسن نية للفلسطينيين". وقال بيري، وهو وزير من حزب "يوجد مستقبل"، ويحمل اراء معارضة لليمين الاسرائيلي، انه لا يؤيد تقديم أي بوادر للفلسطينيين كاطلاق سراح اسرى أمنيين أو تجميد البناء في المستوطنات قبل استئناف المفاوضات وتمخضها عن بعض التفاهمات. وفيما قال نائب وزير الخارجية، الليكودي زئيف إلكين، إن أعضاء حزبه كافة لا يعارضون التفاوض مع الفلسطينيين لكنهم يتمسكون بحدود 67 وتقسيم القدس وإحقاق حق العودة، اعرب سفير الاتحاد الاوروبي لدى اسرائيل، اندرو ستندلي، عن دعم الاتحاد للجهود الاميركية، وحذر من انه اذا لم يحدث تقدم ولم تستانف العملية السياسية فان نافذة الفرص لتحقيق حل الدولتين قد تغلق من جديد. وياتي حديث ستندلي في اعقاب تصريحات لوزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق، أفيغدور ليبرمان قال فيها :"إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لا يحضر للسلام بل يعد خطوات عناد تحريضية ضد إسرائيل ستتمثل في اجتماع الجمعية العامة الذي سيعقد في سبتمبر المقبل. واتهم ليبرمان رئيس السلطة الفلسطينية بانه يحضر لحملة ضد إسرائيل، لاظهارها انها لا تريد التوصل الى سلام. وكان كشف في اسرائيل عن بلورة رؤية جديدة لاستئناف مفاوضات السلام بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، متوقع ان يطرحها كيري خلال زيارته الحالية، ويسعى من خلالها الاميركيون الى اظهار انجازات لدى الطرفين بحيث لا يظهر ان كل طرف يقدم تنازلات. وفي صلب الاقتراح الاميركي تفرج اسرائيل عن اسرى ممن اعتقلوا قبل اتفاقية اوسلو، وذلك عشية شهر رمضان، كما تقوم بتجميد الاستيطان خارج الكتل الاستيطانية. وفي المقابل يتنازل عباس عن طرح حدود الرابع من حزيران عام 67 كشرط لاستئناف المفاوضات. وكان الحديث عن تقديم نوايا حسن نية للفلسطينيين، اثار نقاشا داخل احزاب الائتلاف والمعارض. ورفض الوزير نفتالي بينت رئيس حزب "البيت اليهودي"فكرة دفع أي ثمن للفلسطينيين من اجل عودتهم إلى طاولة المفاوضات، وقال انه لا يمانع استئناف المفاوضات، لكنه يرجح انها لن تؤول إلى شيء مدعيا ان ابو مازن غير مستعد للتوصل إلى تسوية سلمية. ودعا الوزير اليميني المتطرف الى التركيز على السلام الاقتصادي مع الفلسطينيين.