في سياق اهتمامها بقضايا الترجمة والدور الذي تؤديه على مستوى الحوار الثقافي بين الحضارات والشعوب، عقدت الملحقية الثقافية السعودية في باريس ندوة فكرية حول «مستقبل ترجمة النصوص العربية ونشرها في فرنسا» جمعت بين الكاتب الفرنكوفوني فاروق مردم بيه، مدير سلسلة «سندباد» الصادرة عن دار نشر أكت سود الفرنسية، والمستشرق والمترجم الفرنسي لوك باربوليسكو الذي نقل إلى الفرنسية روايات عربية عدة. وسعت الندوة إلى تشخيص واقع ترجمة النصوص الأدبية العربية إلى اللغة الفرنسية وآفاق هذه الترجمة وسُبل النهوض بها وتجاوز المعوقات التي تقف في طريق انتشار الكتاب العربي نحو العالمية. وأبدى المشاركون في المحاضرة تفاؤلهم بمستقبل الترجمة عن اللغة العربية ووصفوه بأنه مشجع في أوروبا والدليل ما تلقاه الأعمال المترجمة عن العربية من رواج وإقبال لدى الجمهور الأوروبي. وأكدت الندوة التي جمعت بين خبرة دور النشر وفعل الترجمة أهمية تفعيل دور المؤسسات الثقافية في النهوض بحركة الترجمة من العربية وإليها في شكل يليق بلغة الضاد وموروثها الثقافي والأدبي، ونادت بضرورة الاهتمام بجودة اللغة العربية عند الترجمة إليها من اللغات الأجنبية ولا سيما توحيد المصطلحات. ومن القضايا المهمة والإشكالية التي طرحت للنقاش قضية المعايير أو المقاييس التي تعتمدها دور النشر في اختيار الأعمال المزمع ترجمتها، لاسيما أن روايات كثيرة على سبيل المثل، لا تستحق أن تترجم بسبب ركاكتها وضعفها وهي لم يتم اختيارها إلا لطابعها الفضائحي الذي يجذب القراء الأجانب ويسليهم. وتعمل الملحقية الثقافية السعودية في باريس عبر مشروع وزارة التعليم العالي للترجمة على المساهمة قدر الإمكان في ترجمة العديد من الكتب من العربية وإليها.