استعرض المركز الثقافي الإسلامي في لندن، خلال أعمال الاجتماع ال13 للمجلس الأعلى للتربية والعلوم والثقافة للمسلمين خارج العالم الإسلامي، والاجتماع ال10 لرؤساء المراكز الثقافية والجمعيات الإسلامية في أوروبا، وجلسات العمل المصاحبة للاجتماعين اللذين يعقدان بمناسبة اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية أمس(الخميس) «دراسة كيفية تفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات وخطتها التنفيذية في أوروبا». وأوضح الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار فيصل بن معمر، في كلمة له بهذه المناسبة بعنوان: «مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات من النظرية إلى التطبيق»، أنه من منطلق الإيمان بالتشريع الإلهي الذي يجمِّع ولا يُفرِّق، ويبني ولا يهدُم؛ عَبّر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وما زال في كل مناسبة عن إيمانه العميق بأهمية أن يسود السلام كل مناطق النزاع، وأن تتم معالجة المشكلات بالحوار الذي يرسخ المبادئ المشتركة بين الأمم والحضارات المختلفة، ويسعى إلى تعزيز التعايش والتفاهم وإشاعة القيم الإنسانية، مدخلاً لإحلال الوئام محل الصدام؛ ونزع فتيل النزاعات والإسهام في تحقيق الأمن والسلام العالميين المنشودين». وأضاف - بحسب وكالة الأنباء السعودية - أن «المبادرة وجميع مراحلها خطوة تاريخية لقيادة حركة التعايش والاحترام وترسيخ الاعتدال، في وقت تمتلئ أجواؤنا بدعوات الكراهية والصدام». وقال: «إن تبني خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، باسم المملكة محضن الحرمين الشريفين وباسم كل المسلمين في كل مكان لهذه المبادرة الإسلامية، إيماناً بالإخوة الإنسانية وأهمية التعايش، وترسيخاً لخدمة الحرمين الشريفين قبلة المسلمين، وهو ما جعل منه القائد الأنسب للقيام بذلك وتوظيف السياسة في خدمة الدين»، مؤكداً أن «ما يحدث الآن من صراع يجب ألا يمثل واقعاً، بل هو حالة، وأن الصورة التي عليها التطرف من أتباع كل دين ليست نابعة من الأديان». القواسم المشتركة بين الأديان والثقافات أشار الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار إلى سعي المؤسسين للمركز في السعودية، والنمسا، وإسبانيا، إلى وضع المركز على قاعدة مؤسساتية، واستعرض ما تم إنجازه والخطوات العملية لتأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، موضحاً إيمان المركز إيماناً عميقاً بدوره في دعم الحوار بين أتباع الأديان والثقافات في العالم وتعاونهم، وأن يكون حاضنة للمؤسسات الحوارية العالمية، ومقراً للقيادة والمعارف والتعارف، وميداناً يزدهر فيه الحوار الصادق؛ والتعاون والتعايش حول القواسم المشتركة بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة، وصولاً إلى الهدف الذي يتيح لنا إدراك القيمة الحضارية المثلى لتنوعنا، والعيش معاً على قاعدة الوئام والسلام وحسن الجوار». ترسيخ قيم الحوار أوضح وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان، في كلمة له أمس أن لقاءات المركز الثقافي الإسلامي في لندن من شأنها الترسيخ من قيم الحوار والتفاهم بين الشعوب كافة، مشيراً إلى أن وزارة الثقافة والإعلام حرصت من خلال التعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، وإمارة منطقة المدينةالمنورة على تنظيم برنامج المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية في 2013، من خلال التأكيد على الحوار عبر الفنون والآداب والكتب والمعارض. وأبرز حرْص الجميع على أن تحوي الأنشطة الثقافية ما يثير الحوار وتبادل الأفكار. وقال: «إن توجيهات وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة ونائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر تؤكد دعم كل الجهود التي تعزز من قيم الحوار والتفاهم والتلاقي بين الشعوب الإنسانية من خلال التبادل الثقافي بين الدول والشعوب بواسطة الفنون والآداب التي يشترك البشر فيها». فيما أكد المدير العام للمركز الدكتور أحمد الدبيان اهتمام المركز بالحوار والعلاقة مع الآخر، موضحاً أن المركز يحظى بدعم ثلاثة قطاعات في المجتمع تتضمن الجالية المسلمة والحكومة البريطانية التي قدمت الأرض المقام عليها المركز منحةً وسفارات الدول العربية والإسلامية في لندن. وقال: «إن هذا الجهد المشترك من هذه الجهات الثلاث يعزز من اهتمامات المركز بالحوار، مفيداً بأن الحوار قضية ملحة في الوقت الذي يشهد فيه العالم تواصلاً مكثفاً عبر وسائل التواصل الحديثة».