دعا المشاركون في الندوة الدولية الثانية حول «مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والحضارات»، التي نظمتها أمس في جاكرتا الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة، المنظمات والمجتمع الدولي إلى إصدار وثيقة دولية تلزم الدول الموقعة عليها باحترام الأنبياء وتجريم الإساءة إليهم. وأوصوا بالعمل على نشر ثقافة الحوار وبيان ما تضمنه الدين الإسلامي من معان سامية تتعلق بالحوار وآدابه، والتأكيد على ذلك بتضمين المناهج الدراسية، خاصة في المرحلة الجامعية، مادة عن الحوار، لتكون وسيلة لنشر مبادئ الحوار وآدابه في المجتمع، وجعله طبعاً من طباع المجتمع وأسلوب حياة. ونظمت الجامعة الإسلامية الندوة بالتعاون والتنسيق مع مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والجامعة الإسلامية الإندونيسية، وشارك فيها مسؤولون وباحثون من البلدين، ورموز الأديان في إندونيسيا. وثمّن المشاركون في الندوة مناشدة خادم الحرمين الشريفين عقلاء العالم للتصدي لكل من يسيء للديانات السماوية والأنبياء والرسل، مشيدين بتأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا. ورأى المشاركون ضرورة قيام المؤسسات العلمية والإعلامية في العالم الإسلامي بترسيخ المبادئ التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين، والتواصل بين المركز مع الجهات المماثلة في العالم في هذا الشأن لصناعة رأي عام عالمي يؤمن بهذه المبادئ ويدفع الجهات ذات القرار لتطبيقها واعتبارها. كما حثوا الحكومات والقطاع الخاص على إنشاء قنوات تليفزيونية ومواقع إلكترونية تهتم بموضوع الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، تشرف عليها هيئات شرعية. ودعت الندوة إلى توجيه المؤسسات والمنظمات الخيرية والدعوية في العالم الإسلامي إلى إبراز البعد الإنساني للإسلام في نشاطاتها المختلفة على مستوى العالم، وإلى تكثيف الندوات والملتقيات الحوارية بين أتباع الأديان والثقافات على جميع المستويات العربية والإسلامية والعالمية التي تبرز وسطية الإسلام وسماحته واعتداله وعنايته بالكرامة الإنسانية، وفي القضايا المهمّة التي ترسخ التعايش السلمي بين الشعوب، مع إبراز ما جاء به الدين الإسلامي من خلال تعاملات دولة الإسلام الأولى مع غير المسلمين. وكانت الندوة افتتحت صباح أمس، وأكد فيها وزير الشؤون الدينية في إندونيسيا الدكتور الحاج سوريا درما، أهمية الدفاع عن الإسلام والرد على الدعاوى الباطلة التي تصمه بأنه سبب الإرهاب، وضرورة بناء التعايش من خلال الأسس والمبادئ القوية كي لا تكون هناك طاقات مهدرة عند المسلمين. وألقى مدير الجامعة الإندونيسية الدكتور إيدي سواندي حميد كلمة شدد فيها على ضرورة مواجهة مشاكلات العنف والإرهاب والفقر والجهل بشكل مناسب. فيما أوضح مدير الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة الدكتور محمد العقلا، أن هذه الندوة تؤكد دور المملكة وإندونيسيا في نشر قيم الشريعة الإسلامية، وتفعيل مبادئ الحوار الثقافي الإنساني، وترسيخ أسس التعايش، والتأكيد على القواسم المشتركة بين الشعوب الإسلامية. من جانبه أكد مستشار خادم الحرمين الشريفين، الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، فيصل بن معمر، في كلمة ألقاها خلال ترؤسه الجلسة الأولى في الندوة، أن الاختلاف بين الدول والشعوب وتمايزها في المعتقد والثقافة يقتضي التعارف والتعايش والتعاون على كل ما يحقق مصالحها ويسهم في حل مشكلاتها في ضوء القيم المشتركة وفضائل الأخلاق. واستعرض بن معمر دور المملكة وجهودها في مد جسور التعاون لتحقيق السلام العالمي، التي توجت بمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وحظيت بتأييد دولي كان له أثر في مأسسة هذه المبادرة عبر تدشين مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا، كأول مؤسسة عالمية مستقلة تعنى بمد جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، سعياً لإرساء قيم العدل والإسلام والتعاون بين الزعامات والقيادات الدينية فيما ينفع الإنسانية.