يمكن فيروس إيبولا الذي حصد إلى الآن مئات الضحايا، تأمين مئات الفرص التجارية التي سيقبل عليها المستثمرون الدوليون بجشع. إذ أحدث هذا الفيروس صدمة إيجابية في كل الأسواق المالية حول العالم، مع بدء ارتفاع قيمة أسهم الشركات الصيدلانية المنخرطة في إيجاد اللقاح المناسب تدريجاً، لا بل توقع خبراء سويسريون أن تقفز قيمة هذه الأسهم في شكل عمودي نحو 300 في المئة في وقت قصير. وينظر رجال الأعمال والمستثمرون الدوليون ومنهم السويسريون، الى أسهم شركة «تيكميرا» التي تتخذ من مدينة فانكوفر الكندية مقراً رئيساً لأعمالها. وقفز سعر سهم هذه الشركة الصيدلانية -البيوتكنولوجية نحو 20 في المئة دفعة واحدة، وكانت عائداتها بلغت العام الماضي 15.4 مليون دولار، وسجلت خسائر قيمتها 14 مليوناً. أما رسملة الشركة التي يعمل فيها 92 موظفاً فقط، فتصل إلى 550 مليون دولار. ويبدي المستثمرون الدوليون ثقة عميقة في أن منتج هذه الشركة المعروف باسم «تي كا ام ايبولا» وهو لقاح مضاد للفيروس، سيسجل عائدات بأرقام قياسية في الشهور المقبلة. إذ توشك المرحلة التجريبية على اللقاح على الانتهاء، ما سيشجع الشركات الصيدلانية الدولية على دخول حلبة المنافسة لتحقيق أرباح خيالية. وتعرض حكومات أميركا الشمالية مساعدات مالية، ربما تصل قيمتها إلى نحو 150 مليون دولار، على مجموعة من الشركات البيوتكنولوجية المنهمكة في وقف الزحف الخطر لفيروس «ايبولا». ومن هذه الشركات «جونسون أند جونسن» و «غلاكسوسميثكلاين». أما في أوروبا، فيرصد الخبراء حركة كثيفة لشركات ضخمة، مثل «بايرن» الألمانية و«سانوفي أفينتس» الفرنسية و«نوفارتيس» و«روش» السويسريتين، لهندسة لقاحات موازية لم تدخل بعد أي مرحلة تجريبية. ولن تتأخر الحكومات الأوروبية عن تقديم الدعم المالي لهذه الشركات. لكن الأمل الأكبر يتمثل في لقاح «تي كا ام ايبولا» الكندي حصراً، ما يعني أن ثقل الاستثمارات الدولية يقع عليه حالياً. ويرى خبراء في سويسرا، أن تكاثر الفيروسات في العالم كارثة لكن لها فوائد كثيرة في شكل موازٍ. صحيح أن شركات الأدوية العالمية تجني أموالاً ضخمة من وراء تسويق أدويتها، التي تُقلّدها بسهولة شركات أخرى صغيرة، لدى انتهاء صلاحية براءة الاختراع التابع للشركة الأم. إلاّ أن تسويق اللقاحات الفيروسية سيدر عليها عائدات تتخطى بسهولة 7 تريليونات دولار في أقلّ من سنة، في حال أثبت اللقاح فعاليته ولو جزئياً.