يملك الوسيط الرقمي أفضلية واضحة بالنسبة لكمية المواد التي يستطيع تخزينها وحفظها، وكذلك بالنسبة لمسألة ترابط تلك المواد بعضها بعضاً. وتتنوّع عمليّات الربط بالتناغم مع نوع الرابط المستخدم في الأرشفة، كالكلمات المفتاحيّة والأسماء البارزة وأهميّة المواضيع وغيرها. وفي حال وجود شبكة داخليّة في مؤسّسة ما، من الممكن للصحافي أن يسترجع مواد الأرشيف بصورة مباشرة، بحسب الأذونات التي يعطيها الأرشيف ومسؤوليه، وكذلك بحسب سياسة الجريدة في ذلك الخصوص. وينطبق الوصف نفسه على المواد البصريّة أيضاً، في حال توافرها في الأرشيف الإلكتروني. وبديهي القول إن الدخول إلى الأرشيف يجري تأمينه بطرق متنوّعة، ما يتيح للصحافي استعمال مواد الأرشيف من أي مكان. تصح تلك الأمور كلها من الناحية النظرية على الأقل. ومن الناحية العملية، تبرز مشاكل كثيرة، كاحتمال تسرّب كلمات السر المستخدمة في الدخول إلى الأرشيف الإلكتروني. هناك أيضاً مشكلة الفيروسات، وتزايد هجمات ال»هاكرز» وغيرها. لكلّ نسخته لكن الأصل باقٍ من أهم ميزات الأرشيف الإلكتروني أنه يعطي كل صحافي نسخة من المواد المؤرشفة، مع بقاء النسخة «الأصلية» على حالها. عندما تدخل إلى الأرشيف الرقمي، وتصل إلى مادة معينة (بعد إجراء عملية البحث)، فإن ما تراه على شاشة الكومبيوتر هو نسخة إلكترونيّة عن المادة الأصليّة. وبإمكانك التصرّف فورياً بتلك المادة، بمعنى عدم الاضطرار إلى نسخ المعلومات أو إعادة صياغتها، بل أنه من الممكن أن تصبح جزءاً من وثيقة أخرى على غرار المقال الصحافي أو الدراسة الموثّقة، بصورة مباشرة. وغني عن القول أيضاً بأن المادة المأخوذة من الأرشيف الإلكتروني تتمتع بمزايا النص الإلكتروني كافة، مثل سهولة النسخ والقص واللصق وإنشاء روابط إلكترونيّة وإضافة مواد غير نصيّة (صورة وصوتاً) وغيرها. على رغم أن المزايا السابقة تبدو مثيرة، لكنها تطرح مشاكل جمّة، ربما كانت المُلكيّة الفكريّة أكثرها بروزاً. ثمة من يعتبر أن المُلكيّة الفكريّة هي المشكلة الحقيقية في العصر الإلكتروني. وظهر ذلك بجلاء في مشروع «مكتبة غوغل» Google Library الذي هو مشروع أرشيف إلكتروني أساساً، لكنه مفتوح للجمهور. وكذلك تثير المُلكيّة الفكريّة مشاكل في علاقات الصحف ببعضها البعض. وينطبق الوصف عينه على ظواهر كسرقة النصوص المتأتية من سهولة النسخ والقص واللصق. وربما تحتاج تلك الأمور إلى كلام أكثر.