أكد خبراء في قطاع الطيران والسياحة خلال مشاركتهم في «القمة العربية للطيران والإعلام» في مدينة صلالة العمانية، أن قطاع الطيران العربي أصبح مكوناً أساسياً من اقتصادات المنطقة، إذ يضخ اكثر من 129 بليون دولار في إجمالي الناتج المحلي العربي، ويستوعب ما يزيد عن 2.7 مليون وظيفة من إجمالي القوى العاملة في المنطقة. وعلى رغم الزخم الكبير الذي يحدثه القطاع في المنطقة، أشارت دراسة أصدرتها شركة «آرباص» خلال القمة التي نظمتها شركة «العربية للطيران» بالتعاون مع وزارة السياحة العمانية، إلى أن حركة السفر زادت من المنطقة العربية وإليها بمعدل 236 في المئة خلال السنين العشر الماضية، ويُتوقع أن ترتفع خلال السنوات المقبلة، ما يزيد من تحديات شركات الطيران والحكومات العربية لزيادة عدد الطائرات وتوسيع البنية التحتية لمطاراتها. وأكد المدير العام للشرق الأوسط في شركة «آرباص» فؤاد عطار ل «الحياة»، أن المنطقة تحتاج نحو ألفي طائرة إضافية بحلول عام 2013، علماً أن إجمالي أساطيلها الحالية يبلغ 800 طائرة. وقدرت الدراسة أن حركة السفر ارتفعت في المنطقة العام الماضي بمعدل 11.3 في المئة، في مقابل معدل نمو في أوروبا بنسبة خمسة في المئة واثنين في المئة في أميركا. ووفق الدراسة يقود الشرق الأوسط وآسيا وأميركا اللاتينية قطاع الطيران في الوقت الحالي، ففي حين بلغ عدد المسافرين من هذه المناطق وإليها العام الماضي ستة بلايين مسافر، لم يتجاوز عدد الركاب من أوروبا وأميركا واليابان وإليها بليون مسافر. وقال عطار ل «الحياة»، إن «طلبيات المنطقة من آرباص تبلغ 400 طائرة، ستسلّم خلال السنوات الخمس المقبلة، معظمها من منطقة الخليج،» مشيراً إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تشكل ما بين سبعة و10 في المئة من مبيعات الشركة في العالم. وأكد أن طلبيات المنطقة تؤكد أن القطاع لم يتأثر بتداعيات «الربيع العربي»، وإن حدث بعض التأخير في مواعيد تسليم بعضها لكن «لم يحدث إلغاء لأي منها». وأشار إلى أن المنطقة وعلى رغم أحداث «الربيع العربي» تصدرت بقية مناطق العالم خلال العام الماضي لجهة نمو قطاع الطيران والسياحة. وتناولت «قمة العرب للطيران والإعلام» التوجهات المتغيرة في قطاع الطيران والسياحة وأثرها في النمو الاقتصادي، فضلاً عن جلسات تم تخصيصها لبحث مستقبل القطاع في المنطقة العربية. كما تناولت الترويج لصلالة. وأكدت وكيل وزارة السياحة في سلطنة عمان ميثاء المحروقي ل «الحياة»، أن تحويل مسقط إلى مركز عالمي للطيران، لا ينافس المناطق الأخرى في المنطقة، وإنما «يكملها». وأشارت إلى أن السلطنة تركز في القطاع السياحي على السياحة العائلية وسياحة المؤتمرات، حيث رصدت استثمارات ضخمة لتطوير المطارات وبناء فنادق ومرافق سياحية متكاملة ومركز مؤتمرات، بهدف زيادة معدل مساهمة القطاع في إجمالي الناتج المحلي للسلطنة إلى 3 في المئة خلال الخمس سنوات المقبلة، في مقابل المعدلات الحلية التي لا تعدى 2.4 في المئة. وكشفت أن السلطنة تمكنت خلال العام الماضي من استقطاب 1.4 مليون سائح، منهم 40 في المئة من دول الخليج الأخرى. ولفتت إلى أن فنادق السلطنة تحتوى حالياً على 12 ألف غرفة، وأن الخطة المرسومة تهدف إلى رفع عدد الغرف إلى 15 ألف غرفة بحلول عام 2017. ولفتت إلى أن انتعاش السياحة في عمان عموماً ومدينة صلالة خصوصاً، شجعت بعض شركات الطيران العربية على فتح خطوط مباشرة إلى المدينة التي تمتاز بمناخ مختلف عن الدول المحيطة، حيث الجبال والسهول الخضراء وحرارة الجو المعتدلة في فترة الصيف الحارقة في كل المدن الخليجية الأخرى.