أكد رئيس شركة «آرباص» لمنطقة الشرق الأوسط حبيب فقيه، ان المنطقة العربية ساهمت «بقوة» في إنعاش قطاع الطيران العالمي ودعمه للخروج من أزمة المال العالمية في سرعة، سواء من خلال شراء ناقلات جديدة او حركة السفر التي تراجعت خلال العامين الماضيين. وأشار في مقابلة مع «الحياة»، الى أن تباطؤ الأسواق المتقدمة لم يمنع قطاع الطيران في الشرق الأوسط من «مخالفة الاتجاه السائد، بتوظيف مزيد من الاستثمارات وإبداء مزيد من النمو، بالتزامن مع القدرة على السفر. ولفت رئيس صناعة الطيران الأوروبي التي تمكنت من منافسة نظيرتها الاميركية «بوينغ» في بيع أكبر عدد من الطائرات في المنطقة، الى ان شركات الطيران العربية تقدمت هذا العام بطلب شراء 52 طائرة تجارية و6 طائرات خاصة من شركتة. وتوقع فقيه ان يرتفع عدد طلبات المنطقة لطائرات «آرباص» في نهاية العام الحالي الى نحو 70 او 80 طائرة. وأكد ان الشركة تتفاوض حالياً مع أربع شركات عربية اخرى. وأشار إلى أن «آرباص» عدلت توقعاتها السابقة لعدد الطائرات التي يمكن بيعها الى المنطقة هذا العام، من 50 الى ما بين 70 و80 طائرة، خصوصاً بعد شراء مؤسسة «طيران الإمارات» المملوكة لحكومة دبي 32 ضمنها. وكان الاتحاد الدولي للنقل الجوي «اياتا» اكد، ان حصة المنطقة من حركة الطيران تمثل 11.4 في المئة، نتيجة تحول مطارات في منطقة الخليج الى نقاط «ترانزيت» محورية تنافس نقاط «الترانزيت العالمية. ويتوقع ان تحقق شركات الطيران العربية ارباحاً صافية خلال العام، تتجاوز 100 مليون دولار، بعد خسائر قدرت بنحو 500 مليون دولار العام الماضي، جراء أزمة المال العالمية. وتوقع رئيس «آرباص»، ان تشهد المنطقة إنشاء شركات طيران خاصة لتلبية الطلب المتزايد على قطاع السفر. وشدد على ان المنطقة اصبحت قوة كبرى في مجال الطيران، خصوصاً في ظل الطلبات المقدمة من شركات طيران فيها لشراء طائرات كبيرة، وظهور شركات طيران جديدة، وإطلاق مراكز لوجيستية مثل «دبي وورلد سنترال». ويتوقع أن تتحدى شركات الطيران، على غرار «القطرية» و «الإمارات»، الشركات التقليدية والاستئثار بحصة أكبر من السوق في قطاع السفر والنقل الجوي على خطوط طويلة، تحتاج الى طائرات كبيرة مثل «ايه 380» العملاقة التي تصنعها «آرباص». وتوقع رئيس «آرباص» نمو حركة السفر في المنطقة العربية خلال العام الحالي، بمعدل 25 في المئة. وقال: « توقعاتنا ان يشهد قطاع السياحة والسفر نمواً غير مسبوق خلال المرحلة المقبلة. وتمثل المنطقة العربية سوقاً «مغرية» للمصنعين، خصوصاً الموردين من الصف الاول، مثل «آرباص» و «بوينغ»، باعتبار شركات المنطقة «تقف على اعتاب فرصة غير مسبوقة للاستفادة من موقعها وشبكاتها وطاقاتها الاستيعابية وبنيتها التحتية. وأكد رئيس «آرباص» ان المنطقة العربية اصبحت تمثل ما بين 15 و26 في المئة من مبيعات الشركة الاوروبية في العالم. وبعيداً من البيع، اشار فقيه الى ان شركته وقعت مع مؤسسة «مبادلة الإماراتية اتفاقاً لتطوير مشروع لتصليح الطائرات، إضافة الى بناء مصنع في كل من تونس والمغرب لقطع غيار الطائرات، فضلاً عن تأسيس مراكز تدريب في عدد من دول المنطقة».