يسجل جسر الملك فهد، زحاماً شديداً، ما أدى إلى استنفار جميع الفرق العاملة فيه، لمواجهة أعداد المسافرين الكبيرة التي توافدت عليه منذ بدء الإجازة الصيفية، وبلغ الزحام ذروته نهاية عطلة الأسبوع الماضي، التي تعتبر الأخيرة بالنسبة لموعدها، إذ تم تغييرها بناءً على مرسوم ملكي، لتكون يومي الجمعة والسبت بدلاً من الخميس والجمعة. وقدّر مدير جوازات جسر الملك فهد، العقيد مرعي القحطاني، عدد المسافرين منذ بدء إجازة الصيف (من 26 رجب الماضي حتى 13 من شعبان الجاري) 1.080.258 مسافراً. وواجه الجسر «تحدياً كبيراً» لإنهاء إجراءات الأعداد الكبيرة من المسافرين الذين توافدوا عليه يومي الخميس والجمعة. فيما يتوقع أن يسجل المسافرون في أول أيام العطلة الأسبوعية الجديدة «زيادة ملاحظة»، وبخاصة أنها تتزامن مع موعد رواتب موظفي القطاع الخاص، إضافة إلى الموظفين الحكوميين الذين يعتزمون قضاء أول عطلة أسبوعية في البحرين، وبخاصة أنها تستغرق 3 أيام، نظراً لأن العمل بقرار العطلة الأسبوعية يدخل حيز التنفيذ في 29 من شهر حزيران (يونيو) الجاري الذي يصادف يوم الأحد المقبل. وأُعلنت حال «الاستنفار» بين طواقم العاملين في منطقة إنهاء الإجراءات التي تضم الجوازات والجمارك، والتي يترقب نقلها إلى المنطقة الواقعة على مدخل الجسر. فيما توقعت مصادر عاملة في الجسر أن تسجل أعداد المسافرين خلال هذه العطلة أرقاماً كبيرة، وبخاصة مع قرب دخول شهر رمضان المبارك الذي تقل فيه أعداد المسافرين على الجسر، إذ يحرص الكثير من السعوديين على شراء بعض مستلزمات الشهر الكريم من البحرين. وأكد عاملون في الجسر وجود خطة معدة مسبقاً لاستيعاب الأعداد الكبيرة المتوقعة، إذ يتم فتح جميع الكبائن ال36 الموجودة في الجسر، ودعم الفرق العاملة بأخرى مساندة، إلا أنه غالباً ما تفشل هذه الخطط في استيعاب أعداد المسافرين الكبيرة، وأكد العاملون أن «الجسر يشهد منذ بداية الإجازة الصيفية كثافة عالية في حركة المسافرين، وعلى رغم تشغيل جميع الكبائن، إلا أن مشهد طوابير السيارات التي تنتظر لساعات، لا يزال يتكرر في الجانب السعودي. فيما يكون المشهد مختلفاً في الجانب البحريني الذي يستعد لهذا الزحام منذ وقت مبكر، من طريق تشغيل جميع المسارات، وتزويدها بالموظفين، إضافة إلى إجراء تعديل في نقاط تفتيش المركبات حيث يقوم رجال الجمارك بتفتيشها من دون الحاجة لنزول السائق، ما أسهم في انسيابية الحركة بشكل كبير». وأكد مسؤولو المؤسسة العامة لجسر الملك فهد، حرصهم على «تهيئة الإمكانات الحديثة للإدارات كافة، لتتمكن من تقديم خدماتها إلى المسافرين، إضافة إلى زيادة أعداد الكبائن التي تعمل بطاقتها الاستيعابية الكاملة في فترات الأعياد والمناسبات التي تبلغ عدد مساراتها في كلا الاتجاهين 96 مساراً، تضم مسارات الجوازات والجمارك، ونقاط التأمين»، إلا أن هذه التصريحات لا تقابل الواقع على الأرض، حيث الكثافة العالية في حركة المسافرين التي تتكرر بشكل دائم. فيما يلقي عددٌ من المسافرين باللوم على إدارة الجوازات في الزحام الحاصل، إذ لا يتم تشغيل جميع الكبائن في الجسر، وكذلك بطء تنفيذ الإجراءات من الموظفين، إضافة إلى عدم وجود خطط مُعدة مسبقاً من قبلهم للقضاء على هذه المشكلة التي وصلت إلى حد الانتظار لأكثر من ثلاث ساعات لإنهاء إجراءاتهم، مطالبين بإيجاد حلول جذرية للقضاء على هذه الظاهرة.