في إحدى الهجمات الأكثر جرأة منذ محاولة اغتيال الرئيس الأفغاني حميد كارزاي في نيسان (أبريل) 2008، هاجم 4 من متمردي حركة «طالبان» الأفغانية ارتدوا زي جنود من قوات الحلف الأطلسي (ناتو) القصر الرئاسي ومكاتب لوكالة الاستخبارات الاميركية (سي آي اي) في كابول، ما أدى الى مقتلهم اضافة الى ثلاثة حراس. ورغم الدلالة الرمزية الكبيرة للهجوم باعتباره استهدف مركز الحكم في افغانستان ومقر «سي آي اي» النافذ في البلاد، اكد مسؤولون افغان ان أمن القصر الرئاسي الذي كان سيشهد مؤتمراً صحافياً لكارواي ومبنى «سي اي اي» لم يُهددا، إذ فشل المهاجمون في التقدم الى مسافة قريبة منهما. وفي 11 الشهر الجاري، استهدف متمردو «طالبان» رمزاً آخر للسلطة الافغانية هو المحكمة العليا في كابول، ما اسفر عن 15 قتيلاً و40 جريحاً. وترافق الهجوم مع انفجارات قوية وعيارات نارية كثيفة من اسلحة رشاشة، في حين بثت مكبرات الصوت في السفارة الاميركية رسائل تحذير. وأدى تفجير احد المهاجمين نفسه امام فندق اريانا، حيث مقر «سي آي اي» الى تصاعد سحب دخان اسود فوق المكان. وأوضح محمد داود امين، مساعد قائد شرطة المدينة، ان المهاجمين الذين استقلوا سيارتين رباعيتي الدفع مفخختين وضعت عليهما شارات قوات «الأطلسي» وهوائيات، حاولوا ايهام الحراس بأنهم موكب تابع ل «الأطلسي». وأشار الى ان السيارة الأولى عبرت نقطة تفتيش بعد تفتيشها، لكن الحراس شكوا في السيارة الثانية وحاولوا منع تقدمها فحصل عراك قبل تفجير السيارتين، والذي تلاه اشتباك مسلح استغرق 90 دقيقة. وأعلن الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد ان «مجموعة كبيرة من مقاتلي الحركة هاجمت مكتب «سي آي اي» والقصر الرئاسي ووزارة الدفاع». وعكس ذلك هشاشة عملية السلام في افغانستان، بعد اسبوع على فتح «طالبان» مكتباً سياسياً لها في الدوحة، حمل اسم «امارة افغانستان الاسلامية» الذي اطلقه نظام «طالبان» قبل اطاحته نهاية العام 2001، ما أغضب كابول وواشنطن، وفق ما صرح المبعوث الأميركي الخاص الى افغانستان وباكستان جيمس دوبينز بعد لقائه كارزاي في كابول اول من امس. وأجرى دوبينز محادثات مع رئيس الوزراء نواز شريف ومسؤولين باكستانيين في إسلام آباد أمس، في شأن الجهود لبدء مفاوضات سلام مع «طالبان» الأفغانية. الى ذلك، قتلت 8 نساء وطفلين من عائلة واحدة في انفجار قنبلة استهدف سيارة استقلوها لحضور حفلة خطوبة في ولاية قندهار (جنوب)، فيما قضى 6 شرطيين في انفجار عبوة ناسفة استهدفت آليتهم في ولاية اروزجان (وسط). وأعلنت وزارة الداخلية سقوط 17 من «طالبان» في عمليات في أنحاء البلاد.