اعلن مسؤولون افغان أن هجوماً انتحارياً تبنته حركة «طالبان» واستهدف الحي الديبلوماسي في كابول الذي يخضع لإجراءات أمنية مشددة أمس، أدى إلى مقتل حارسين أمنيين. وقال محمد أيوب سالانغي قائد شرطة كابول، إن «مهاجماً واثنين من الحراس قتلوا في الهجوم، وجرح حارس آخر». وأضاف أن «اثنين من أفراد وزارة الدفاع كانا داخل سيارتهما عند وقوع الهجوم جرحا أيضاً». وأكد سالانغي ان المهاجم الانتحاري كان يرتدي بزة حارس ويحمل رشاشاً وقنابل يدوية، موضحاً أنه تحرك بمفرده. واستبعد المسؤول الافغاني بذلك احتمال وجود مهاجم آخر. وفي مكان الانفجار شوهد حزام ناسف سليم بين أشلاء جثة الرجل الذي فجر نفسه، ما يدل على وجود انتحاري ثان. وتبنت حركة «طالبان» الاعتداء، وأعلنت في بيان نشر على مواقعها الإلكترونية أن «عدداً كبيراً من الفدائيين المجهزين بأسلحة ثقيلة وخفيفة هاجموا مكتباً كبيراً لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) في وسط كابول». وأضافت «طالبان»، التي تعمد عادة إلى تضخيم حصيلة هجماتها، أن «العدو تكبد خسائر فادحة لا يمكن في الوقت الحاضر تحديدها»، مشيرين إلى أن «المعارك مستمرة». لكن ملابسات الهجوم لم تتضح، وقال سالانغي إن «الانتحاري كان يحاول تسلق مبنى مرتفع قيد الإنشاء حين قتلته قوات الأمن» غير أنه تمكن من تفجير نفسه. وقال مصدر أمني غربي إن الانفجار الذي وقع - وفق المصور- قرب معسكر «ايغرز»، استهدف آلية تابعة لقوات الحلف الأطلسي للمساعدة على إحلال الأمن في أفغانستان (إيساف). وأفاد ناطق باسم القوات الأطلسية: «يبدو أن آلية تابعة لقوات إيساف تضررت في الهجوم». وأضاف: «لم تردنا معلومات بشان وقوع قتلى في صفوف إيساف. جميع قواعدنا في المنطقة الخضراء محاطة بتدابير أمنية». ونادرا ما تقع اعتداءات في كابول، وشهدت العاصمة نحو ست هجمات عام 2012 أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى. ومن المقرر أن ينسحب القسم الأكبر من قوات «الأطلسي» من أفغانستان بحلول نهاية 2014، ما يثير مخاوف من اندلاع حرب أهلية جديدة في هذا البلد الذي لم يعرف السلام منذ الاجتياح السوفياتي في نهاية 1979. على صعيد آخر، هددت «طالبان» الحكومة الأفغانية امس، بأعمال انتقامية إذا أعدمت أياً من ناشطيها. ويأتي ذلك غداة إعدام ثمانية سجناء شنقاً إثر إدانتهم بالقتل والخطف أو الاغتصاب. ووافق الرئيس حميد كارزاي على تنفيذ 16 حكماً بالإعدام، كما قال الناطق باسمه ايمال فائزي. في باكستان، انفجرت قنبلة في مدينة كويتا امس، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود، ورجح مسؤولون أمنيون ارتفاع عدد القتلى. وقال المسؤولون إن القنبلة انفجرت قرب سيارة أمنية ترافق تلاميذ، وإن ذلك أسفر أيضا عن إصابة عشرة أشخاص تقريباً بجروح خطيرة. وشوهدت جثث ثلاثة جنود تحت السيارة أثناء اشتعالها. وطوقت الشرطة وقوات الأمن المنطقة في أعقاب الانفجار ونقل المصابون إلى مستشفى. ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن التفجير.