تتهيأ فرقة «نوسيا» للدبكة الفلسطينية على قدم وساق للمشاركة في اختتام مهرجان البيرة الثالث، في 29 حزيران (يونيو) الجاري، برفقة النجم العربي الأردني عمر العبدللات. الفرقة الفريدة من نوعها بدءاً من اسمها وصولاً الى سنّ أعضائها ما دون الثامنة عشرة، تتسلّح بالدبكة انتصاراً للهوية الفلسطينية. تأسست فرقة «نوسيا» التي تتكون من عشر فتيات أصغرهن في الثالثة من عمرها، عام 2010، بمبادرة من القائمين على «مؤسسة شباب البيرة» التي تدير الفرقة وتموّل تدريباتها ونشاطاتها والتي تنظّم مهرجان البيرة منذ عامين. و»نوسيا» هو اسم عين تاريخية للماء في مدينة البيرة، وتحديداً في منطقة «جبل الطويل». وقد أعلنت عن نفسها كفرقة مكرّسة تقدم لوحات راقصة تراثية وشعبية وفولكلورية، خلال الدورة الأولى لمهرجان البيرة. وأهم ما يميزها أنها أنثوية بامتياز، وأنها تجمع بين فتيات مدينة البيرة ممن هن دون سن الثامنة عشرة، سواء من المقيمات في المدينة أم من المغتربات عنها. الفتيات ذات الأجسام الممشوقة اللينة يتجمّعن في فصل الصيف من كل عام، للتدريب والتحضير للمشاركة في فعاليات عدة، من بينها المهرجان واستقبال العديد من الشخصيات الرسمية الأجنبية التي تزور المنطقة. ويرى مدير الفرقة جمال كامل أن مشاركة «نوسيا» في المهرجان «في غاية الأهمية، خصوصاً أنها مكونة من عدد من بنات البيرة المقيمات والمغتربات، ما منحها طابعاً فريداً». ويلفت إلى إن الفرقة تركز على التراث الشعبي الفلسطيني، وعلى تثبيت الهوية الفلسطينية لدى الأجيال الشابة، وهو ما يظهر جلياً في اسمها. ويضيف كامل: «حين قدمت الفرقة عروضها للمرة الأولى، في مهرجان البيرة، كان عمرها صغيراً للغاية، ومع ذلك نافست الفرق الكبيرة، وحظيت بتشجيع وترحيب كبيرين من الجمهور، ليس فقط لكونها تجربة فريدة لفتيات صغيرات في السن، بل لأنهن منافسات من الناحية الفنية والإبداعية، حتى إنهن شكلن مفاجأة للجمهور... الفرقة تتطور، وأعتقد أنها ستقدم هذا العام أفضل مما قدمته في الأعوام السابقة، على أهميته». ويشدد كامل على أن العمل على إدماج فتيات البيرة المغتربات، أمر في غاية الأهمية من شأنه تعزيز حضور فلسطين ليس فقط في ذاكرتهن بل في ترسيخ هذه الهوية في أذهان الجيل الجديد وفي يومياته وفي سلوكه الاجتماعي وتذوّقه للفن». ويشير الى أن ما تقدمه الفرقة من فنّ مهم جداً على الصعيد المحلي والعالمي لأن للفن تأثيراً كبيراً في الجمهور، والفنانين أنفسهم. ويقول: «عبر الدبكة الشعبية الفلسطينية تستطيع الفتيات، وأصغرهن في سن الثالثة، نقل رسالة مهمة وحضارية عن الشعب الفلسطيني إلى العالم». ويؤكد كامل أن الفرقة بدأت تحقق نجاحات مهمة، وستنطلق قريباً نحو مهرجانات خارج البلاد، كما أن هناك اهتماماً من إدارة «مؤسسة شباب البيرة» بالعمل على تطويرها، لتنافس في وقت قريب أهم فرق الدبكة والرقص الشعبي والفولكلوري في مختلف المدن الفلسطينية. ويقول أيمن خليل، العضو في «مؤسسة شباب البيرة»، إن حصر عضوية الفرقة بالفتيات فكرة رائدة تناسب مجتمع المدينة المحافظ، وهو ما شجعه على ضم ابنتيه بيسان (15 سنة)، وأسيل (13 سنة)، مؤكداً تشجيعه لجميع الأسر على ضم بناتهم الى هذه الفرقة التي تقدم فناً فلسطينياً راقياً، يبتعد كل البعد عن الإسفاف والتسطيح.