يرتفع صوت الجمهور من الصف الأخير، يصفقون ويهتفون “برافو..برافو ..برافو” لأطفال صغار قدموا من مدينة القدس لإحياء سهرة رمضانية، بالقرب من مقر الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأدى ليلة أمس السبت 35 طفلاً عروضاً من الدبكة الشعبية الفلسطينية، ضمن مهرجان فوانيس رمضان الذي تقيمه جمعية المسرح الشعبي في ساحة مكشوفة على بعد أمتار من مقر الرئاسة الفلسطيني ويستمر على مدار أسبوع. وينتمي الأطفال الراقصون إلى مدرسة “أوف” للدبكة الشعبية، وهي مدرسة مقدسية تأسست في العام 2005، وتضم ستين راقصاً وراقصة، نصفهم تم تسميتهم فرقة “أوف” للذين تزيد أعمارهم عن 15 سنة، وفرقة “أويف” للذين تقل أعمارهم عن 15 سنة. وتفاعل الحضور كثيراً مع الفقرات التي عرضتها الفرقة، خاصة حينما قدم أعضاء الفرقتين لوحة فلكلورية جميلة، على أنغام أغان لفلسطين، مستوحاة من الأنماط القديمة. وقال مدير ومصمم ملابس الفرقة، وطن كيال، لوكالة فرانس “أوف هي الفرقة الرئيسية، وأويف هي فرقة الأشبال الصغار، والفكرة بأن الصغار يتناقلون الدبكة الشعبية بما تحمله من أفكار ثقافية فلكورية”. وأضاف وطن “الفرقة هي في الأساس فرقة أوف للدبكة والتراث الشعبي، لكننا فكرنا باستحداث أويف لنحافظ على جبهة الثقافة في المقاومة داخل أسوار المدينة المقدسة”. ورقصت الفرقة على أغان من التراث الفلسطيني التقليدي “على دلعونا”، وأغان للشهيد والقدس والجليل، وحيفا ويافا. وتميزت الفتيات الراقصات مع الفرقة، اللواتي يشكلن أكثر من نصفها، بالشعر الطويل غير المربوط. وقال وطن إن ترك شعر الراقصات دون أي ربطة تقليدية “إنما فيه نوع من التعبير عن الحرية التي ينشدها كل فلسطيني، وتحديداً الفلسطينيات”. ومن بين أعضاء المدرسة الستين، قال وطن إن هناك 39 فتى وطفلة يمارسون الرقص الشعبي ضمن الفرقتين. وقال مقدم الفرقة قبل أن يصعد أعضاؤها للرقص، أن الفرقة استقدمت أساليب من الرقص اللبناني والسوري. وحول ذلك يقول مدير الفرقة “نعم تم استحضار أنماط من الدبكة الشعبية العربية، وتحديداً اللبنانية والسورية. وحسب وطن، فإن أعضاء الفرقة يمارسون تدريباتهم في مدينة القدس، إلا أنهم يقدمون عروضهم في مختلف المدن الفلسطينية. وجاء عرض مدرسة أوف ضمن أمسيات مهرجان فوانيس الرمضانية، حيث قدمت فرق عروضاً في الأغاني التراثية والدينية والزجل الشعبي، إضافة إلى عروض في الدبكة الشعبية بمشاركة مغنين فلسطينيين يقيمون داخل “إسرائيل”. ويشتمل المهرجان على معارض للصناعات الشعبية الفلسطينية، مثل الخزف، وأعمال التطريز. وقال فتحي عبدالرحمن مدير المسرح الشعبي المنظم للمهرجان إن الفعاليات تضمنت عروضاً مسرحية وأناشيد صوفية ودينية، مشيراً إلى أن فرقة فنية اسمها “إبحار” كان من المفترض أن تصل من غزة إلى رام الله، لكن السلطات “الإسرائيلية” لم تسمح بمرورها. أ ف ب | رام الله