بات شائعاً أن الأغاني الفولكلورية تطغى على انتاجات موسم الصيف الموسيقية، ذلك ان مناسبات الموسم عابقة بحفلات الزفاف والمهرجانات التي تستقطب أكبر عدد من الجمهور المغترب. في المقابل، يحافظ فنانون قليلون على تميزهم بتقديم اللون الرومانسي الذي يكرس توجههم الفني، مثل المغنية اللبنانية إليسا التي تواصل الاحتفال بنجاح ألبومها الأخير، والفنان مروان خوري الذي اصدر باقة جديدة من أغان كلاسيكية تحاكي جمهوره الممتد من المغرب الى الخليج. بيد أن المزج بين اللونين في أغنية واحدة، والذي يعتبر مهمة صعبة ودقيقة، برز في هذا الموسم مراعاةً لمحاكاة طلب الجمهور في مناسباته، من غير التخلي عن توجهات المغنين الفنية، وهو ما برز في أغنية مروان خوري «تمّ النصيب» وفي أغنية المغني السوري شادي أسود «مريومة» التي أصدرت منفردة قبل ايام. واستعاد خوري وأسود حقبة مهمة من تاريخ الأغنية الفولكلورية الممزوجة باللون الرومانسي، اذ بدأت تلك المرحلة مع الرحابنة في أغنية «دوارة عالدوارة» التي غنتها المطربة فيروز في سبعينات القرن الماضي، قبل أن يتبدل التوجه الفولكلوري ويتحول الى «عرض عضلات بالصوت وبالرقص الفولكلوري» منذ منتصف الثمانينات الى اليوم. بداية، يعترف أسود بأن اللون الفولكلوري ليس اللون الذي درج على تقديمه منذ انطلاقته من برنامج «سوبر ستار»، «لكنني قررت غناء هذا اللون لأنه مطلوب ومحبوب، فتوصلت مع الملحن هيثم زياد والشاعر يوسف سليمان الى رؤية موسيقية تعمد على المزج بين اللونين في أغنية واحدة، وذلك بغية الإثبات للجمهور بأن الأغنية الفلكلورية بإمكانها أن تكون مختلفة عن الطبل والزمر، ويمكن تقديمها بإحساسي الخاص، من دون التخلي عن توجهي الفني الأصلي». وفي ما يخصّ أغنية «مريومة»، لا يعتبر أسود أنه خرج من لونه الكلاسيكي الذي قدمه في «بعدك زعلانة» و «مشتاقلك بدي شوفك»، فقد فصّلت على قياس صوته، مع مراعاة للموسيقى المطلوبة في موسم الصيف. وجاءت في اطارها المختلف عن الموجة السائدة من الأغاني الفلكلورية في الوقت الراهن، والتي تتناول قضية المرأة وحقوقها والدفاع عنها، على غرار أغنية «جمهورية قلبي» وأغنية مي مطر المعارضة لها التي كتبها الشاعر طوني أبي كرم. ويرى أسود أن الدخول في هذا النقاش «بات أمراً مستهلكاً ومعيباً في الوقت نفسه، لأن قضية حقوق المرأة أرفع من أن تتحول الى أغنية يرقص عليها الجمهور في حلقات الدبكة، ويمكن ان تناقش فنياً بطريقة مختلفة أكثر رقياً». وقدمت «مريومة»، عن قصد، بلغة مبسطة لتكون أغنية شعبية قريبة من جميع فئات الجمهور، اذ تخاطب آلافاً من الفتيات العربيات اللواتي يحملن اسم مريم، فكانت دافعاً لأن تطلب احدى العروسات والتي تدعى مريم، بأن تكون «مريومة» الأغنية الرئيسة في حفلة زفافها الأسبوع المقبل. وإذا كان اسود راعى في هذه الأغنية مبدأ تكريس حضور الأغنية في حفلات الزفاف، فإن مروان خوري لم يعتمد هذه الناحية، فهو منذ انطلاقته، لا يحيي حفلات أعراس الا نادراً. ويشدد خوري على أن الأغنية الكلاسيكية، قد تعتمد في حفلات الزفاف، بدليل أغنية «قصر الشوق» الرومانسية التي اعتمدت في أكثر من حفلة زفاف في العالم العربي. غير أن أغنية «تم النصيب»، «مختلفة عن ما قدمته في السابق»، بحسب خوري، لافتاً الى أنه حين ألفها، لم يكن متقصداً أن تكون أغنية مخصصة لحفلات الزفاف. ويضيف: «هي أغنية عاطفية، تحمل في معانيها ما يليق بحفلات الزفاف، كما انه لا يمكن القول إن ايقاعاتها فلكلورية مئة في المئة، لكنها قد تتطلب احيائي لحفلات زفاف». من جهة أخرى، يعوّل شادي أسود على هذه الأغنية لتعزيز موقعه في ساحة الموسيقى التي تعتمد مزجاً بين الرومانسية والفولكلورية، إذ ينوي تصوير الأغنية على طريقة الفيديو كليب في الحارات الشامية التي لم تدخلها كاميرا تصوير، وتتحضر شركة «آي شوت» المنتجة للعمل لإدخال هذه الأغنية المصورة الى موسوعة غينيس لأطول حلقة دبكة في العالم، حيث ستشارك فرق دبكة من كل دول العالم العربي في تصوير الكليب، اضافة الى مشاركة شبابية سورية ضخمة، اذ وجهت الشركة دعوة مفتوحة الى ابناء الشام للمشاركة في تصوير هذا الكليب عبر رقص الدبكة.