استدعت أحداث صيدا تحركات وإجراءات عاجلة ومبادرات لوضع حد لما جرى ومعالجة أسبابها وتداعياتها. ورأس الرئيس اللبناني ميشال سليمان اجتماعاً وزارياً أمنياً، في حضور رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ضم وزيري الدفاع فايز غصن والداخلية مروان شربل وقائد الجيش العماد جان قهوجي وقادة الأجهزة الأمنية، تم خلاله الاطلاع على الوضع في منطقة عبرا ومحيطها. واطلع المجتمعون وفق بيان قصر بعبدا «من قائد الجيش والأجهزة الأمنية على سير العملية العسكرية التي تنفذها قوى الجيش بعد الاعتداء الذي تعرض له حاجز الجيش بالأمس وأدى إلى استشهاد وجرح عدد من العسكريين. كما اطلعوا على حاجات قوى الجيش لتمكينها من القيام بمهماتها». وفي بداية الاجتماع طلب سليمان الوقوف دقيقة صمت عن أرواح الشهداء العسكريين. وبعد ذلك تداول المجتمعون في الواقع العسكري وأشادوا «بالجهد الذي تقوم به القوى العسكرية الشرعية بهدف إعادة الأمن إلى مدينة صيدا ومنطقة عبرا». وأكد المجتمعون «وجوب استمرار قوى الجيش، تؤازرها بقية القوى العسكرية والأمنية، في تنفيذ إجراءاتها حتى الانتهاء من منع المظاهر المسلحة وإزالة المربع الأمني وتوقيف المعتدين والمحرضين على الجيش». وطلبوا من قيادة الجيش «اتخاذ الإجراءات التي تسمح بإجلاء المدنيين من منطقة العمليات العسكرية للحفاظ على سلامتهم وعلى سير العملية العسكرية». وكان سليمان التقى ليل اول من امس، رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وزوجته النائب ستريدا وجرى عرض للتطورات، خصوصاً الوضع في صيدا، وأبدى جعجع «التأييد الكامل للرئيس وقيادة الجيش». وعلى خط المعالجة أجرى رئيس المجلس النيابي نبيه بري اتصالين هاتفيين برئيس الجمهورية وقائد الجيش أثناء الاجتماع، وتم عرض للتطورات الخطيرة في صيدا في ضوء الاعتداءات التي تعرض لها الجيش. وكان بري التقى رئيس الحكومة المكلف تمام سلام الذي أكد أن «لا أمن بالتراضي بعد ما حصل في صيدا»، داعياً إلى أن «يكون القرار حازماً وشاملاً لوضع حد لما يمكن أن تتطور إليه الأمور»، وقال: «الوضع المأسوي الذي يهدد الأمن والاستقرار يدخل البلاد في متاهات من الصراعات ومن أخطرها الفتنة الطائفية، ونتطلع إلى حزم الدولة أمرها بغطاء كامل وشامل، خصوصاً عندما تصل الأمور إلى ما وصلت إليه في صيدا فهذا النموذج قد يتكرر ولماذا الانتظار؟». وتلقى بري اتصالاً من رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة. كما تلقى اتصالاً من رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل الذي أكد «الحفاظ على الأمن وتحييد المخيمات الفلسطينية عن الأحداث». وكان السنيورة اعلن عن مبادرة من أربع نقاط لحل أزمة صيدا «منعاً لمزيد من تفاقم الأمور، بما يمس أمن المواطنين وأمن لبنان، ومنعاً لمحاولة تصوير صيدا وكأنها خارجة عن القانون، أو أنها تشكل مكاناً للإرهابيين أو ما شابه».واشار الى «انه تشاور مع سليمان والعماد قهوجي والرئيس الحريري وبهية الحريري والجماعة الإسلامية في صيدا». وتقضي المبادرة ب:اولاً: يقوم الجيش بتطبيق حال منع التجول في صيدا كاملة. ثانياً: سحب جميع المسلحين من جميع الأطراف من صيدا وإزالة كل المظاهر المسلحة بما فيها المربعات الأمنية والشقق الأمنية المسلحة وشقق ما يسمى سرايا المقاومة ومنع كل من يحمل السلاح خارج القوى العسكرية والأمنية. ثالثاً: تسليم المعتدين الذي أطلقوا النار على الجيش وتسببوا باستشهاد عدد من أفراده. رابعاً: تأمين سلامة جميع المدنيين». وتمنى السنيورة من «جميع الأطراف تبني هذا الاقتراح درءاً للفتنة ودرءاً للمزيد من تدهور الأوضاع بما لا تحمد عقباه». وقال: «أنا على ثقة بأننا إذا انطلقنا من هذه النقطة يمكن أن نبني عليها لنحقق المزيد من التقدم باتجاه عودة الأمور إلى مجاريها ما يؤدي إلى معالجة القضايا التي نعاني منها في صيدا أو خارجها. وللتوصل إلى نتائج جيدة بحيث نستطيع أن نؤكد التزامنا بالدولة ومنطقها وبتبنينا للجيش لأن هذه المقترحات تصب في قناعتنا التي لطالما تمسكنا بها بأننا نريد الدولة لأنها تؤمن الأمن والأمان لجميع اللبنانيين».