أعلن قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، أن لبنان مرّ في الساعات الأخيرة، بمرحلة صعبة وحساسة، وتمكن بفضل جهود الجيش اللبناني وتضحياته من احتوائها. فيما ذكرت مصادر أمنية أن قوات الجيش اللبناني اقتحمت مجمعاً، فيه مسلحون موالون للشيخ السلفي أحمد الأسير في مدينة صيدا، واعتقلت عشرات من أنصاره في استمرار لاشتباكات بدأت أمس الاحد. وتحدث قهوجي خلال توجيهه "أمر اليوم" إلى العسكريين، مع دخول قوة من الجيش مساءً، إلى محيط المقر الرئيسي للشيخ أحمد الأسير، الذي اشتبك أنصاره لمدة يومين مع الجيش في مدينة صيدا الساحلية الجنوبية، ما أدّى إلى مقتل 16 عسكرياً على الأقل، وعدد غير محدد من المقاتلين. وقال قهوجي، متوجهاً للعسكريين، "لقد أنجزتم مهمة صعبة ودقيقة، وخرجتم منها ورؤوسكم مرفوعة، لأنكم أنقذتم بلدكم من الفتنة، في وقت كان الجيش يتعرّض لحملة سياسية تستهدفه وتضعه في خانة هذا الطرف أو ذاك، وتحاول حماية المعتدين عليه". وفي وقت سابق، طالب الرئيس اللبناني ميشال سليمان، بحسب بيان صدر بعد الإجتماع الذي حضره وزاراء وقيادات أمنية، الجيش بمتابعة تنفيذ إجراءاته في المدينة، وحثه على وجوب الاستمرار بمؤازرة بقية القوى العسكرية والأمنية في عمليته العسكرية، حتى النهاية ومنع المظاهر المسلحة وإزالة المربع الأمني للشيخ أحمد الأسير وتوقيف المعتدين والمحرضين على الجيش". واصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي بدوره، مذكرة أعلن فيها الحداد العام "على أرواح الشهداء الضحايا من العسكريين الذين سقطوا نتيجة للإعتداءات على جيشنا الوطني في مدينة صيدا – منطقة عبر". وقال مصدر قضائي إن القاضي صقر سطر "بلاغات بحث وتحر في حق الشيخ الأصولي احمد الأسير و123 شخصاً بينهم شقيقه وفضل شاكر، إضافة الى باقي افراد مجموعته الذين يتم البحث عن أسمائهم". إلى ذلك، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحافي أن "ما يحدث في صيدا من إرهاب وجرائم إنما هو من إرهاصات مؤتمر الدوحة وتسليح المعارضة ومهما تآمروا لن ينتصروا علينا لأن التآمر على سورية له مسارات عدة ونحن واثقون بقدرة شعبنا والقوات المسلحة على التغلب على هذا الإرهاب". وأضاف: "نبهنا من بداية الأزمة إلى أن انعكاسات ما يجري في سورية على دول الجوار خطير ونحن لا نريد أن نتدخل في الشأن اللبناني لأن قادة لبنان أقدر على تقدير الموقف ونتمنى أن ينتصر الجيش اللبناني". أما وزير الداخلية مروان شربل، فأعلن في حديث إذاعي أن "الجيش وضع يده على مكان التواجد المسلح للأسير ويقوم بما عليه وبما هو مطلوب منه". وشلّت الاشتباكات الحركة في صيدا، فيما كانت تسمع أصوات الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، بحسب "الوكالة الوطنية للإعلام". رافقت هذه الاشتباكات، اعتداءات من قبل مسلحين أصوليين من "جند الشام" و"فتح الإسلام" على الجيش في منطقة التعمير المحاذية في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، بالقرب من صيدا. ولم يكن الاسير معروفاً قبل نحو سنتين، لكنه برز الى الواجهة نتيجة مواقفه المعارضة للنظام السوري ول"حزب الله" المتحالف معه. ويتهم الاسير "حزب الله" بتكديس اسلحة في شقق قريبة من مقره ومراقبته والاعتداء على انصاره. وتندرج أحداث أمس واليوم ضمن سلسلة توترات امنية متنقلة بين المناطق اللبنانية منذ اشهر على خلفية النزاع السوري. وتصاعدت حدتها منذ الكشف عن مشاركة "حزب الله" في المعارك السورية الى جانب قوات النظام.