يعرف الخريف في كل أنحاء الدنيا، بأنه الموسم الذي تتساقط فيه أوراق الأشجار ويتبدل لونها الأخضر ليصبح أصفر حزيناً... أما في عُمان فللخريف معنى مختلف تماماً، إذ أنه الفصل الذي تتساقط فيه الأمطار خفيفة طوال ثلاثة شهور، لتكتسي الأرض جمالاً طبيعياً محفوفاً بالضباب الممتد بين بحر العرب والجبال الشاهقة. وكلمة الخريف في السلطنة دالة على موسم يزور محافظة ظفار فقط، وهي المنطقة التي تبعد نحو ألف كيلومتر عن العاصمة مسقط، وتصبح قبلة سياحية عمانية وخليجية، حيث يسهل للعائلات عبور امتداد صحراء الربع الخالي داخل السلطنة للوصول إلى ما يشبه الجنة مقارنة بأجواء الطقس التي تضرب عُمان وبقية دول الخليج، حيث تهبط درجة الحرارة إلى أقل من عشرين درجة مئوية، فيما تبلغ قبل الوصول إلى جبال ظفار أكثر من خمسين درجة. ويكفي أن يقال كلمة صلالة، وهي المدينة الكبرى في محافظة ظفار لتمر على المرء كلمة خريف محاطة بروائح البخور واللبان الذي تشتهر به المنطقة، وبدأ في 21 حزيران (يونيو) فصل الخريف الممتد حتى أواخر أيلول (سبتمبر) المقبل، فتتغير أحوال المكان بسبب الرياح الموسمية المحملة بالأمطار والضباب وتنتشر الخضرة على امتداد الجبال والسهول مع جريان العيون المائية بكثافة، ويزداد جمال المكان مع التعرف الى تقاليد المواطنين هناك، بخاصة في الجبال حيث يرعى السكان أغنامهم وأبقارهم في المساحات الممتدة ويصعب رؤيتها إلا عند الوصول إليها، أو اقترابها من جلسات السياح لتناول طعامهم فوق قمم الجبال وسط الضباب الحاجب للرؤية. ويطلق السكان المحليون على هذا الموسم الخريف، وما بعده يسمى الصرب، مع تلاشي الضباب والمطر المستمر، لتظهر الأرض خضراء بالغة الجمال لا يحجبها شيء عن امتداد البصر فيها، بعكس ما يكون الأمر عليه وقت الموسم، علماً أن ظفار تتضمن أماكن يقبل عليها السياح في موسم الخريف فقط، كالخيران والمحميات الطبيعية والكهوف والنافورات الطبيعية، إضافة إلى اللبان الذي تكثر اشجاره في ظفار.