أظهرت إحصاءات نهائية لزوار موسم خريف صلالة انخفاضاً ملحوظاً في أعداد السياح الذين زاروا محافظة ظفار (جنوب سلطنة عُمان) خلال فترة الموسم الممتدة من منتصف حزيران (يونيو) وحتى أواخر آب (أغسطس) الماضيين. وأشارت الإحصاءات إلى أن عدد الزوار بلغ أقل من 300 ألف زائر مقارنة بنحو 450 ألفاً و500 شخص خلال الفترة نفسها من العام الماضي. ولم تحدد الجهات المعنية بالسياحة في السلطنة أسباب هذا التراجع، إلا أن مخاوف فيروس (أتش1 أن1) المسبب لمرض انفلونزا الخنازير اعتبرت السبب الأول مع ضعف الترويج الدعائي للموسم والذي شهد أيضاً تراجعاً على مستوى الطبيعة، وخلت المنطقة من كثافة الاخضرار التي كانت عليها خلال المواسم السابقة. واشتكى عدد كبير من الزوار العائدين من صلالة من ضعف موسم الخريف هذا العام واقتصار جمال الطبيعة على المناطق الجبلية فقط، فيما كانت مدينة صلالة وبقية مدن محافظة ظفار تشهد رذاذاً ناعماً طوال الأشهر الثلاثة في فصل الصيف حيث تغيب الشمس أياماً طويلة، وتنخفض درجة الحرارة إلى أقل من عشرين درجة، وينعم السياح الصاعدون إلى جبال المنطقة بمناظر خضراء يغلّفها الضباب، مع التمتع بزيارة فعاليات المهرجان السياحي في مركز البلدية والتجول بين فنون السكان التقليدية والمعارض المتنوعة. وذكرت الإحصاءات أن غالبية زوار الموسم من مواطني دولة الامارات العربية المتحدة الذين يشكلون ربع عدد السياح إلى المنطقة، يأتي بعدهم القادمون من المملكة العربية السعودية. ويمكن الوصول إلى صلالة عبر البر من دولة الإمارات التي لا تبعد مدنها أكثر من 500 كلم من العاصمة العمانية مسقط، لكن يلزمهم قطع ألف كيلومتر تقريباً إلى صلالة. وسعت عُمان إلى تقديم شعار ملتقى الأسرة ليكون عنوان مهرجان صلالة السياحي السنوي لتعكس اهتمامها بنوعية معينة من السياح، خصوصاً من داخل السلطنة والبلدان الخليجية المجاورة، وبما يتواكب مع الحفاظ على تقاليد المكان وخصوصيته السياحية. وفيما ودعت الموسم الصيفي والذي يطلق عليه محلياً «الخريف»، فإن صلالة تستعد لموسم السياحة الشتوي حيث تتوقف سفن السياحة العالمية في مينائها ليجد زوار المكان حصتهم من دهشة تضاريس الجبال واقترانها بالبحر مع تنوع المنتجات الحرفية في المدينة والمشتهرة باللبان، إضافة إلى منطقة البليد الأثرية المحتضنة متحف أرض اللبان.