يغلب على السائح الخليجي عند الإعداد لرحلته السياحية تركيزه على المناطق الباردة في فصل الصيف، وذلك بسبب درجات الحرارة العالية التي تتخطى في بعض المناطق الخمسين درجة مؤية. وعند البحث عن مدينة باردة في فصل حار، فلا بد أن تفكر في صلالة، عاصمة السياحة العمانية، ففي فصل الخريف تتزين صلالة للسياح القادمين من داخل السلطنة وخارجها بالخضرة والمطر ودرجات الحرارة المنخفضة. تقع مدينة صلالة التابعة لمحافظة ظفار على الساحل الجنوبي لسلطنة عمان، وتعتبر العاصمة الثانية للبلاد لما تتميز من مقومات سياحية طبيعية. اشتهرت المدينة بأجود أنواع البخور واللبان وانتشار أشجار جوز الهند (النارجيل) أو «المشلي» كما يطلق عليه باللهجة العمانية. كما للسائح الذاهب إلى صلالة ثالث أكبر مدينة في عمان لجهة أعداد السكان، أن يتذوق أجمل أنواع الموز وغيره من الفواكه الاستوائية. الآثار حاضرة كما الطبيعة لا يغيب عن الزائر لمدينة صلالة مشاهدة الآثار التي تزخر بها كما هو جمال الطبيعة الذي تتغنى بها عمان كلها. ففيها قبر النبي أيوب عليه السلام، وموطئ قدم له ما زالت واضحة للعيان ومحاطة ومحفوظه كمكان أثري، إضافة إلى قبر النبي عمران وأيضاً موقع البليد أحد أشهر المواقع الأثرية في صلالة. والبليد هي مدينة أثرية قديمة تعود إلى زمن الدول القديمة التي قامت في ظفار قديماً وهي الدولة المنجوية والدولة الحبوضية. وكانت مركزاً تجارياً وثقافياً في ذلك الزمن. وتم اكتشاف بقايا بيوت قديمة فيها وأعمدة جامع قديم وما زال التنقيب جارياً في الموقع إلى الآن، وفي السنوات الأخيرة حولتها وزارة التراث والثقافة إلى متنزه أثري يعتبر الأول من نوعه في السلطنة وأنشأت بداخله متحف أرض اللبان، الذي يحتوي على الكثير من الآثار القديمة للسلطنة، ومعرض عن حاضر البلاد، إضافة إلى صالة خصصت للمعروضات البحرية. جبل إتين يقع جبل اتين الجبل الأشهر في صلالة على ارتفاع 2000 متر، ومنطقة جبل إتين تعتبر من الأماكن الجميلة جداً للاستجمام وقضاء وقت في ربوع الطبيعة الخلابة. يتميز الجبل بالخضرة الوفيرة وجمال الطبيعة، إضافة إلى دخول الغيوم وملامستها لجسدك، مع اختلاط الرذاذ الخفيف والضباب الكثيف الذي يشعرك بالانتعاش في وقت تصل درجات الحرارة في مناطق أخرى إلى مستويات عالية جداً. المغسيل أصوات الطبيعة... ونوافيرها تقع المغسيل على بعد 40 كيلومتراً غرباً عن صلالة، ويقصدها كل زائر إلى المدينة، إذ تنتشر فيها العيون الساخنة والصخور الكبيرة التي حاكتها عوامل الطبيعة، وتوجد فيها العديد من العيون الساخنة التي تنطلق منها المياه على شكل نوافير دافئة تندفع بقوة شديدة إلى أعلى مخلفة وراءها قطرات مياه خفيفة، ومع هذا الاندفاع واصطدام الموج بقوة في التجويف الصخري المفتوح من الأعلى يظهر صوت شديد من فوهة الحفرة يشبه زئير الأسد. دربات... الخضرة على مد النظر سجادة من الخضرة الناصعة صنعها الخالق، ليتمتع بها زوار صلالة وتحديداً دربات. فلا أجمل من الخضرة منظراً يداعبه الضباب، مع رشات المطر، وجريان الشلالات من أعلى الجبال، مع انتشار البحيرات. الجبل الأخضر... أخضر يقع الجبل الأخضر في سلطنة عمان في ولاية نزوى، وهو جزء من سلسلة جبال الحجر، ويشتهر بتنوع منتجاته الزراعية كالفاكهة والزهور والرمان والخوخ والمشمش واللوز والجوز والورود التي لا يمكن أن تنمو في أي مكان آخر في الخليج العربي عدا الجبل الأخضر. عندما تقترب من الجبل الأخضر تأخذك هيبة هذا الجبل، فتتمعن بخيالك في ما تكتنزه أعاليه من سمو يعانق الغيوم وأرض مليئة بالتاريخ وتفاصيل المعالم المليئة بالخضرة. ويصل ارتفاع الجبل الأخضر إلى 10 آلاف قدم عن سطح البحر، إذ تنتشر قرى مأهولة عدة بالسكان منها مثل قرية سيق، الشريجة، وادي بني حبيب، إضافة إلى القرى الأخرى غير المأهولة بالسكان. يتميز الجبل الأخضر بخصائص مناخية فريدة، إذ انه معتدل البرودة صيفاً وشديد البرودة شتاءً، إذ تصل درجة الحرارة في الشتاء إلى ما دون الصفر مئوية، خصوصاً في المياه المطيرة. تتميز أرض الجبل الأخضر بنمو بعض الفواكه مثل الرمان والعنب والجوز والخوخ والمشمش والبوت والسفرجل والتفاح، كما يوجد في الجبل فندق سحاب خمس نجوم مبني على الطراز القديم.