في الوقت الذي يزدحم فيه غير السعوديين أمام سفاراتهم يصطف السعوديون «المعقبون» على سور الجوازات لتقديم المعاملات، فهم ليسوا بأفضل حالاً من أقرانهم غير السعوديين، كما وصف رمزي الزايدي حالهم في صفوف الجوازات «الحر والمكان غير مؤهل وعدم وجود موظف جوازات يرتب الصف هو أكثر ما يؤرقنا في عملنا اليومي. صحيح أنهم قاموا بتظليل أجزاء من المكان لكن تظل الفوضى سيدة الموقف، ولا توجد أرقام تعطى بمواعيد أو حتى إجراء عبر الموقع كي تحد من تزاحم الناس». ويضيف: «السلبيات التي تقع كثيرة، ومسلسل المشادات الكلامية والعراك بالأيدي لا يتوقف». وأضاف الزايدي: «نعلم أن هذا في مصلحة الجميع لكن التصحيح يحدث لا تكفيه ثلاثة أشهر وسير معاملة نقل الكفالة وتصحيح الوضع تستغرق وقتاً طويلاً جداً، لأن المكان مزدحم وعدد الموظفين ثلاثة لا غير ويستقبلون معاملتين فقط لكل مراجع». وأكد أن هذه الظروف مجتمعة رفعت سعر التعقيب للمعاملة الواحدة في طلب المعقب لإنهاء المعاملة من 1500 ريال إلى 3000 ريال، حيث تبتدئ من تنازل الكفيل الأول مروراً بمكتب العمل وانتهاءً ب«الجوازات»، وكل مرحلة تحتاج إلى وقوف طويل واستخدام السيارة، إضافة إلى الحضور في منتصف الليل حتى تتخذ مكاناً لإنهاء المعاملتين ظهر اليوم الثاني، وأكد أن تفعيل الخدمات على الإنترنت أسوة بوزارة الداخلية-فرع الأحوال المدنية هو الحل الأمثل لمثل هذه الأنظمة التي تأتي لتصحيح الوضع. وأتت حملة التصحيح في مصلحة أبوعبدالرحمن، على حد قوله، فلديه عاملة (لم يحدد جنسيتها) في منزله مخالفة للنظام، وها هو قد بدأ بإجراءات التصحيح. في حين أبدى أبو مها امتعاضه من الزحام الشديد في «الجوازات»، الذي يفقد الناس أعصابهم، بسبب طول الانتظار وحرارة الجو. ويروي معاناته مع مديرية الجوازات التي بدأت السبت الماضي، يقول: «وقفت في طابور الجوازات من منتصف الليل، ولم أحصل على رقم للدخول». لكن يبدو أن ما لم يستطيع فعله الرجال تأتي به النساء، إذ كانت الخطة البديلة لأبي مها إيفاد ابنته إلى القسم النسائي، لتأخذ موافقة مكتب العمل ومنه إلى السفارة. حسن بائع الأماكن... إلى جانب سور «الجوازات» يقف بين الصفوف شاب يافع، غير متزوج وليس بحاجة إلى عاملة منزلية أو سائق، كما يؤكد، فما أتى بحسن إلى هنا هو البحث عن الرزق، فهو يبيع مكانه في الطابور. يقول: «ليلي أصبح نهاراً، إذ أتخذ مكاناً في الصفوف من الساعة الواحدة صباحاً جالباً القهوة والتمر». كما تعرف حسن خلال فترة وقوفه على جنسيات وشخصيات مهمة. ومع اشتداد الحر واختلاط الأنفاس والزحام الشديد، لم يستطع «معقبان» في طابور الجوازات الطويل أن يكظما غيظهما ليحتدم الحديث وتمتد الأيدي فتطايرت عُقلٌ وقبعات وعلت الأصوات وانفجرت الألسنة بالشتائم، وهو ما دفع بعض الموجودين إلى محاولة فض الشجار، الذي لم ينتهِ بسهولة. وزارة العمل «باب النجار مخلوع» «باب النجار مخلوع» هكذا يصف حمدان الشيباني حال وزارة العمل، إذ يجب على كل من يرغب في تصحيح وضعه مراجعة مكتب العمل أو فروعه، التي قال عنها العتيبي إنها أشبه بمكان تسلم فيه المعاملات من دون صفة المقرر. وقال: «إذا وفرنا الشروط وجمعنا كل الأوراق المطلوبة وتم تسليمها للفرع يطلب منا الموظف المراجعة بعد أيام عدة حتى يأتي القرار من المقر الرئيس لمكتب العمل، وهو ما يتسبب في تعطيل دورة العمل وضياع الأوراق فنضطر إلى الذهاب بأنفسنا إلى هناك حتى نأخذ الجواب بشكل أسرع، وهو ما يؤدي إلى الفوضى والتزاحم في المكتب الرئيس. وتابع: «مكتب العمل هو من أقر تعديل المهن والحملات التي تقوم بها الجوازات، لكن من دون تصحيح أوضاع المكتب أولاً وتفعيل الخدمات عن طريق الإنترنت بدلاً من تسلم الملفات الخضر والأوراق التي تطبع وصفوف المراجعين المملة».