بدأ مقاتلو المعارضة سلسلة من الهجمات في «جبهات» مختلفة في سورية. اذ سقط عدد من القتلى والجرحى في انفجارات استهدفت مقار امنية في احياء في دمشق وحي «المزة - 86» الذي تسكنه غالبية من الطائفة العلوية، في وقت قتل 12 من عناصر القوات النظامية بتفجير استهدف حاجزاً لقوات النظام في مدخل حلب شمالاً وقتل آخرون بينهم ضابط بتفجير مقر القيادة في مطار «منغ» في ريف حلب. كما بدأ مقاتلو المعارضة هجوماً على مقر اللواء 93 في شمال شرقي البلاد. وتأتي هذه الأحداث غداة مقتل 119 شخصاً في اعمال عنف وإعلان الاجتماع الوزاري الخاص بسورية في الدوحة بدعم المعارضة ل «استعادة التوازن على الأرض» للدفع باتجاه عقد مؤتمر «جنيف - 2» لتشكيل حكومة انتقالية من المعارضة والسلطة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن سبعة اشخاص على الأقل قتلوا في هجوم استهدف مركزاً للشرطة في حي ركن الدين في شمال دمشق تخلله انفجاران وإطلاق نار، بالتزامن مع هجوم آخر استهدف مقر الأمن الجنائي في حي باب مصلى في وسط العاصمة. وأضاف ان ثلاثة مقاتلين هاجموا قسم الشرطة في حي ركن الدين حيث دارت اشتباكات بين المقاتلين وعناصر شرطة القسم وأنه «بعد اقتحامهم المركز، سمع دوي انفجارين في المنطقة»، مشيراً الى مقتل «المقاتلين الثلاثة، ومقتل أربعة عناصر من الشرطة، وإصابة تسعة آخرين بجروح، بينهم خمسة في حال خطرة». وأعلن لاحقاً عن انفجار في حي «المزة - 86». وقال «المرصد» بعد ظهر امس: «هز انفجار حي المزة 86 في مدينة دمشق الذي تسكنه غالبية من الطائفة العلوية، نتج من انفجار عبوة ناسفة بسيارة، ما ادى الى مقتل ما لا يقل عن مواطنين اثنين وسقوط عدد من الجرحى». وأعلنت وزارة الداخلية السورية ان «ثلاثة انتحاريين اقدموا على تفجير أنفسهم أثناء محاولتهم دخول مبنى شرطة في قسم ركن الدين حيث اشتبكت معهم عناصر القسم وتصدت لهم، وأن ثلاثة آخرين اقدموا على محاولة الدخول إلى فرع الأمن الجنائي في دمشق لتفجير أنفسهم حيث تصدى لهم عناصر الفرع واشتبكوا معهم وتمكنوا من قتلهم وتفجير الأحزمة الناسفة التي يحملونها قبل وصولهم إلى مبنى فرع الأمن الجنائي». وزادت :»الحصيلة الأولية لهذه التفجيرات الانتحارية الإرهابية خمسة شهداء وتسعة جرحى من المدنيين والعسكريين»، مشيرة الى ان هذه الأعمال «لن تثنيها (الحكومة السورية) عن عملها وستعمل جاهدة لقطع دابر الإرهاب». وقامت القوات النظامية واللجان الشعبية الموالية لها، وفق المرصد، ب «إغلاق كل الطرق المؤدية» الى مكان التفجيرات سواء في باب مصلى او ركن الدين. ولم يبث التلفزيون السوري كما جرت العادة اي صور لمكاني التفجيرات. من جهة ثانية، افاد «المرصد السوري» بأن اشتباكات عنيفة وقعت بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في حي برزة في شمال دمشق من جهة حي تشرين وطريق مستشفى تشرين، وسط قصف عنيف من القوات النظامية على مناطق في الحي. وجددت القوات النظامية قصفها على حي القابون بقذائف الهاون مع أنباء عن سقوط عدد من الجرحى. وكشف «المرصد» ان قوات النظام اعتقلت مواطنين كرديين في مدينة دمشق لأسباب مجهولة. وذكر مقربون من الشابين، اللذين يسكن أحدهما في منطقة عش الورو الذي يضم موالين للنظام قرب حي برزة، أنهما وجدا في منطقة كان ضابط من القوات النظامية قد قتل فيها. وتعرضت مناطق في مدينة زملكا لقصف من القوات النظامية ما أدى الى مقتل أربعة مواطنين وسقوط عدد آخر من الجرحى. وقتل مواطنان تحت التعذيب بعد اعتقالهما على يد القوات النظامية. في وقت قصفت قوات النظام بلدة حجيرة البلد ومنطقة السيدة زينب ومدن وبلدات الغوطة الشرقية وسط تحليق لطيران الاستطلاع في سماء الغوطة الشرقية. وفي حلب شمالاً، قتل 12 عنصراً من القوات النظامية على الأقل اثر تفجير سيارة مفخخة قام به عناصر من «حركة أحرار الشام» الإسلامية، على حاجز العود للقوات النظامية في المدخل الجنوبي لمدينة حلب من جهة بلدة خان العسل قرب «لأكاديمية العسكرية». وبثت «احرار الشام» فيديو اظهر العملية ولهيب النار الذي ملأ المكان بعد التفجير. وكان مقاتلون معارضون فجروا صباح امس مقر القيادة في داخل مطار «منغ» العسكري بعربة مفخخة استهدفت ابنية في المطار. وبث معارضون فيديو اظهر قصف مقاتلي المعارضة داخل المطار مع ورود أنباء عن مقتل عناصر من القوات النظامية بينهم ضابط برتبة عالية. وردت قوات النظام بشن غارات جوية على محيط المطار. وقال «المرصد السوري» إن اشتباكات دارت في أحياء حلب القديمة مع ورود أنباء عن سيطرة الكتائب المقاتلة على حي العقبة وأجزاء من حي العواميد في المدينة. وسقط صاروخ أطلقته القوات النظامية على حي الحيدرية في مدينة حلب أدى إلى سقوط قتلى، في وقت اقتحمت القوات النظامية بلدة المزرعة الواقعة في ريف السفيرة إلى الشمال من بلدة خناصر، حيث «وردت أنباء وفق نشطاء عن ارتكاب القوات النظامية مجزرة بقتل الأهالي وقامت بحرق جثثهم». وشنت طائرات حربية غارة جوية استهدفت فيها بالرشاشات الثقيلة جمعية الشرطة في حي حلب الجديدة بالتزامن مع اشتباكات في منطقة السكك الحديدية قرب مطار حلب. وتحدثت مصادر المعارضة عن «تقدمها» في احياء في حلب بينها حي الراشدين ضمن عملية «معركة القادسية» التي رمت الى «تحرير» احياء في حلب من قوات النظام. وفي غرب حلب، استهدفت الكتائب المقاتلة حاجز الجازر بين بلدتي اورم الجوز والرامي في جبل الزاوية في ادلب في شمال غربي البلاد. وقال «المرصد» ان العملية ادت الى «تفجير المقاتلين دبابة وعربة مدرعة كانتا متمركزتين على الحاجز». وكانت المعارضة اطلقت عملية «الفتح المبين» اسفرت عن سيطرتها على حواجز لقوات النظام في ريف ادلب. وفي غرب البلاد، شن الطيران الحربي غارة على قرى ناحية كنسبا في اللاذقية الساحلية. وطاول القصف قرية البرناص الواقعة على الشريط الحدودي مع تركيا ما أدى الى اشتعال النيران في ممتلكات المواطنين. وقامت القوات النظامية باعتقال مواطن من مدينة بانياس في طرطوس غرباً واقتادته إلى جهة مجهولة. وقال «المرصد» ان القوات النظامية واصلت لليوم السادس على التوالي قصفها مناطق وقرى الريف الشرقي في حماه وسط البلاد، بالتزامن مع غارات للطيران المروحي على هذه القرى. وفتح مقاتلو المعارضة جبهة جديدة في شمال شرقي البلاد عبر شن هجوم على مقر اللواء 93 في بلدة عين عيسى التي تشكل واحداً من ثلاثة مراكز لقوات النظام في محافظة الرقة التي سيطرت المعارضة عليها في آذار (مارس) الماضي، اضافة إلى مقر الفرقة 17 ومطار الطبقة العسكري. وبث معارضون فيديو، اظهر مشاركة «لواء التوحيد» بالعملية واستخدام المعارضة دبابات ومدرعات في قصف المقر النظامي. وأفاد «المرصد السوري» بأن الطيران الحربي شن غارة على تمركز الكتائب المقاتلة في محيط اللواء 93 وسط اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في محيط اللواء. وإذ تجددت الاشتباكات في حي الجبلة بمدينة دير الزور وسط قصف من القوات النظامية على الحي، تعرضت مناطق في بلدة تل حميس وقراها لقصف من القوات النظامية المتمركزة في طرطب في الحسكة الواقعة بين دير الزور وحدود العراق شرقاً. وفي جنوب البلاد، قتل رجل من مدينة إنخل جراء إصابته برصاص قناص تابع للقوات النظامية على الطريق السرايا - برقة في درعا قرب حدود الأردن، فيما تعرضت قرية عابدين لقصف من القوات النظامية. وأفاد «المرصد السوري» بأن القصف طاول بلدتي طفس وأدى الى مقتل مواطنين اثنين وسقوط عدد من الجرحى، وتعرضت تتعرض مناطق في بلدة مزيريب لقصف من القوات النظامية.