أحيت فرقة «سطور» الموسيقية حفلة تزامناً مع عيد الموسيقى في فرنسا مساء الجمعة الماضي، في مسرح معهد الثقافة الإسلامية في الهواء الطلق في الدائرة الباريسية ال 18، حيث افترش الأرض من لم تستوعبهم المقاعد من الجمهور. واختار أبناء الجالية السورية برفقة جمع من الجمهور الفرنسي والعربي، الموسيقى للتعبير عن رفضهم العنف والقتل آلة وتوقهم إلى الحرية والديموقراطية. تعود فكرة تأسيس «سطور» إلى إعجاب أحد المشتغلين في حقل الموسيقى لقرع إياد أبو نعيم على الدف، وصوت كنعان قضيمات خلال الاعتصامات التي كان ينظّمها دورياً معارضون للنظام السوري يقيمون في باريس، وطلب منهم أن يعملوا على تقديم أغنية تحت عنوان «إكرامي»، ألفها خصيصاً للثورة السورية. وبالفعل قُدّمت الأغنية ولاقت رواجاً. وتتألف الفرقة من خمسة أشخاص من الجنسيات السورية والفرنسية والمصرية، وإن طغى عليها الطابع السوري، وهم بغالبيتهم من الهواة، منهم من يجلس على مقاعد الدراسة، وآخرون يعملون في حقول بعيدة عن احتراف الموسيقى، باستثناء الفرنسية ماريان عازفة التشيلو المحترفة. من مقهى صغير في حي «بلفيل» خلال حزيران (يونيو) من العام المنصرم إلى تاريخ هذه الحفلة، ست حفلات بالإضافة إلى العزف خلال الاعتصامات، تثبت فرقة «سطور» أنها تجاوزت العلاقة بين الجالية السورية والجمهور العادي، لتلفت الجمهور الفرنسي والعربي، والإعلام، والمحترفين في حقل الموسيقى الذي يحضرون ما تقدم من عروض باهتمام وإعجاب. وفي الحفلة الأخيرة غصّ المسرح بالجمهور، واستنفر القائمون على الحفلة من أجل إيجاد متّسع للحاضرين بين جالس وقائم ومفترش الأرض ومتلصص من الأبنية المحيطة بالمسرح وشرفات ممرات المعهد. وكانت غالبية المقطوعات التي قدمت من التراث السوري، وتلك التي غناها المتظاهرون خلال الاحتجاجات ضد النظام، مع توخي إدخال لمسات غربية لكي تتوافق مع الفئة الأوسع من المتلقين. والآلات التي استعملت هي العود والدف والتشيلو والغيتار. «الأسمر اللون» و«ساحة العاصي» و«نظامك ساقط» و«جنة»، وسواها، أعمال ألهبت حماسة الجمهور الذي فرض تمدّد الوقت المقرر للحفلة من ساعة إلى ساعتين ونصف، كما قالت جمعية «سورية حرية» التي نظّمت المناسبة. ... إياد أبو نعيم وكنعان قضيمات وأنطوان أخرس وماريان وفيليب، شباب جمعهم حب الموسيقى، ومناصرة الثورة السورية، والإيمان بالحرية. وسيواصلون النضال الفني من أجل ذل. وهم يأملون أسطوانة موسيقية خاصة بالفرقة قريباً.