ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست"، التي تصدر في هونغ كونغ ان "ادوارد سنودن الذين كان مستشاراً تقنياً للاستخبارات الاميركية في طريقه من هونغ كونغ الى موسكو، للانتقال الى وجهة ثالثة. وكتبت الصحيفة التي اجرت سلسلة من المقابلات الحصرية مع سنودن انه "غادر هونغ كونغ على متن طائرة تابعة لشركة الطيران ايروفلوت متوجهة الى موسكو"، موضحة ان "مصدار تتمتع بالمصداقية اكدت لها هذه المعلومات". وتابعت ان "موسكو لن تكون وجهته النهائية"، مشيرة الى "احتمال توجهه الى ايسلندا او الاكوادور". ووجه القضاء الاميركي تهمة التجسس الى ادوارد سنودن، الموظف السابق في جهاز الامن القومي الاميركي، الذي كشف معلومات سرية عن استخدام برامج تنصت ورصد الكتروني واسعة النطاق، كما طلب من هونغ كونغ توقيفه. وكان سنودن يعمل كمتعاقد لحساب جهاز الامن القومي الاميركي في هاواي قبل ان يفر في 20 ايار/مايو الى هونغ كونغ، حيث بدأ بتسريب تفاصيل عن برامج اميركية واسعة لرصد المكالمات الهاتفية ومراقبة اتصالات الانترنت. ووقعت الولاياتالمتحدة وهونغ كونغ معاهدة تبادل المطلوبين، لكن بكين تملك حق الاعتراض على تسليم سنودن. وفي مقابلة مع صحيفة الغارديان، اكد سنودن مستخدماً وثائق تثبت اقواله، ان مقر ادارة الاتصالات البريطانية بدأ يعالج كميات كبيرة من المعلومات الخاصة التي تم الحصول عليها عبر كابلات الالياف البصرية التي تؤمن حركة الانترنت والاتصالات الهاتفية العالمية، ويتقاسمها مع وكالة الامن القومي الاميركي. وكشف سنودن عبر وثائق نشرها في صحيفتي "واشنطن بوست" و"الغارديان" ان "الاستخبارات الاميركية تستخدم برنامجين سريين لمراقبة الاتصالات". ويسمح واحد من هذين البرنامجين يطبق منذ 2006، ب"جمع معطيات تتعلق باتصالات هاتفية ولكن ليس بمضمونها". اما البرنامج الثاني، الذي يحمل اسم بريسم فيهدف الى التنصت على مستخدمي الانترنت الاجانب خارج الولاياتالمتحدة. ويؤكد سنودن الذي يعتبره البعض بطلاً وآخرون خائناً، انه كشف هذه المعلومات لانه لا يستطيع ان "يسمح للحكومة الاميركية بتدمير الحياة الخاصة وحرية الانترنت والحريات الاساسية للاشخاص بهذا النظام الهائل للمراقبة الذي يجري بناؤه سراً". ودافع الرئيس الاميركي باراك اوباما عن شرعية هذه البرامج وفوائدها، مؤكداً ضرورة ايجاد "تسويات" بين حماية الحياة الخاصة ومتطلبات مكافحة الارهاب. واختار سنودن، الذي انطلق من هاواي حيث كان يعمل كمتعاقد مع الاستخبارات الاميركية، اللجوء الى هونغ كونغ مشيداً بتقاليد احترام الحريات في هذه المنطقة. ويبدو انه يختبىء في هذه المنطقة منذ ذلك الحين. ويأتي اتهام سنودن، بينما دعا مقررو "الاممالمتحدة" واللجنة الاميركية لحقوق الانسان حول حرية التعبير، الى "حماية الذين يملكون معلومات سرية اذا اختاروا كشفها بنية حسنة". وقال هؤلاء المقررون ان "شخصا مرتبطا بدولة ومجبرا على الابقاء على بعض المعلومات سرية وينشر معلومات يرى انها تشكل انتهاكا لحقوق الانسان، يجب الا يخضع لعقوبات قضائية ولا ادارية ولا تأديبية طالما انه قام بهذا العمل بنية حسنة، بموجب القوانين الدولية". من جهة اخرى، كشف رجل اعمال مرتبط بموقع "ويكيليكس" ان "الايسلنديين يعدون رحلة لسنودن الى بلدهم". وكان سنودن صرح في مقابلة مع صحيفة "الغارديان" في التاسع من حزيران/يونيو ان ايسلندا هي اقرب بلد لقيمه من اجل انترنت حرة ومستقلة عن الدول. واكد اولافور سيغورفينسن المسؤول في شركة داتاسيل الايسلندية، التي تدير جمع التبرعات لويكيليكس "لدينا طائرة وكل الوسائل اللوجستية جاهزة. الآن ننتظر رد الحكومة". واضاف سيغورفينسن لمحطة التلفزيون الايسلندية الثانية ان "الطائرة يمكن ان تقلع غداً". والرحلة ستتم على متن طائرة خاصة تم استئجارها من شركة صينية باموال التبرعات التي حصل عليها ويكيليكس. وستكلف 40 مليون كورون ايسلندي (نحو 250 الف يورو). والتزمت الحكومة الاسيلندية الحذر في هذا الملف مذكرة بان اي طالب لجوء يفترض ان يقدم طلبه اولا شخصيا وعلى اراضي البلاد. وقال رئيس الوزراء سيغموندور ديفيد غونلوغشون "بما انه ليس موجوداً في البلاد فليس لدي اي تعليق ادلي به".