في سباق ماراثوني بين الجهات الرقابية وأصحاب السلع التجارية، يستعد بعض التجار وأصحاب المحال التجارية للاستفادة من الإقبال الكبير للمستهلكين على السلع في الفترة التي تسبق دخول شهر رمضان، بمحاولة تصريف سلع منتهية الصلاحية، في الوقت الذي حذر فيه أصحاب الأسواق الكبرى من وجود بعض هذه الممارسات، وخصوصاً من العاملين في الأسواق والبقالات الصغيرة وسط الأحياء. وأكد عدد من التجار والمتخصصين في قطاع المواد الغذائية ل«الحياة»، أن هناك سلعاً غذائية متعلقة بشهر رمضان سجلت ارتفاعات كبيرة، في ظل التوقعات التي تؤكد أن الطلب على المواد الغذائية في رمضان سيرتفع إلى أكثر من 40 في المئة مقارنة بالأشهر الأخرى. وحذر عضو مجلس إدارة «غرفة تجارة الرياض» رئيس اللجنة التجارية محمد العجلان من «قيام بعض ضعاف النفوس باستغلال شهر رمضان، وطرح سلع منتهية الصلاحية أو قاربت على الانتهاء، مستغلين الإقبال الكبير من المستهلكين»، مطالباً بأن يكون هناك إعلان على تلك السلع، وتوضيح تاريخ الصلاحية من التجار وفق الأنظمة الموضوعة من الجهات المختصة، ليكون المستهلك على علم ودراية بذلك. وأكد أن هناك مخزوناً كبيراً ومتوافراً من السلع الغذائية في ظل متابعة ومراقبة وزارة التجارة لذلك، مطمئناً المستهلكين بأنه ليس هناك ارتفاع في الأسعار، بل سيكون هناك تنافس وعروض بين الشركات والأسواق المتخصصة في قطاع المواد الغذائية، بهدف استقطاب أكبر عدد من المستهلكين. ولفت العجلان إلى أن الطلب سيرتفع على السلع الغذائية، خصوصاً المتعلقة بشهر رمضان الكريم، إذ يعتبر من المواسم التي ترتفع فيها نسبة الاستهلاك. وكشف عن نية «غرفة تجارة الرياض» إنشاء لجنة متخصصة في مكافحة الغش التجاري وحماية المستهلك، ستبدأ في ممارسة عملها وتركز على كل ما يتعلق بالمستهلك وحمايته بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية، منها: هيئة الغذاء والدواء والجمارك، وهيئة المواصفات والمقاييس، وغيرها من الجهات الأخرى. من جهته، قال رئيس مجلس إدارة شركة أسواق العثيم عبدالله بن صالح العثيم ل«الحياة»، إن مخزون السلع الاستهلاكية متوافر على مدار العام، وقبل موسم رمضان يحرص جميع المستوردين والمصنعين ومنافذ البيع على توفير جميع السلع الغذائية والاستهلاكية بكميات أكبر ومخزون أكثر، ولم نلمس أي نقص في مخزون السلع الغذائية أو الاستهلاكية. وقال إنه من واقع درس السلوك الاستهلاكي في الأعوام الماضية، فإن الطلب على السلع الغذائية في شهر رمضان المبارك يرتفع إلى ما نسبته 60 إلى 70 في المئة عن الأشهر الأخرى، مشيراً إلى أن الأسعار في شكل عام مستقرة لأغلب السلع الغذائية، باستثناء أصناف محدودة جداً. ولفت العثيم إلى أن ظاهرة بيع السلع الغذائية المنتهية الصلاحية أو التي قاربت على الانتهاء انحسرت في الفترات الأخيرة لأسباب عدة، أهمها وعي المستهلك وتشديد الرقابة من الجهات الحكومية، ولكن ما زلنا نشدد على أن يتوخى المستهلك الحذر عند اتخاذ قرار الشراء، وعليه أن يتوجه إلى منفذ البيع الذي يثق به.