لم يدر بخلد مؤسس جمعية «حافظ» الشيخ فايز المصلحي قبل أعوام عدة، أن بذرته التي أطلقها في تربة القنفذة، ستثمر عدداً من المتفوقين وحفظة القرآن. رحل المصلحي وبقي مشروعه يتفيأ ظلالاً على مدينة القنفذة، إذ احتفت جمعية تحفيظ القرآن الكريم بوادي حلي أخيراً بتكريم 170 طالباً متفوقاً مع عدد من منسوبي الجمعية والمتعاونين مع جميع مشاريع الجمعية بجوائز قيمة ومنوعة برعاية من محافظ القنفذة فضا بن بين البقمي. في بداية حفلة التكريم تم استحضار جهد المصلحي وبداية تأسيسه. وقال مقدم الحفلة: «تبدأ المشاريع عادة مثل جنين في رحم ذهن إيجابي مشعّ ومتقد بالنشاط والفاعلية، ترتسم على خريطة خيال ملهم، تتسرب إلى مجاري القلب لتحصل على شهادة من يؤمن بها ويصرّ عليها، فيعضّ عليها بنواجذ رغبته المشتعلة وقبضة يديه الفاعلة، ثم يتحول المشروع واقعاً يضيء الدنيا بنتائجه المبدعة وآثاره المشعّة». وأوضح أن هذا يحصل على أكتاف رجال يبنون المشروع بأهدافه الكبيرة وتكاليفه الكثيرة، ثم لا تجد منهم تقاعساً ولا عنتاً، مشيراً إلى أن هذا باختصار مسيرة فكرة جمعية حافظ التي ولدت في ذهن رجل قبل بضعة أعوام. غادر الشيخ فايز المصلحي هذه الدنيا وقويت شوكة فكرته الطريّة وصلب عودها، وما زالت تلتقط شهيق الطموح وتبعث زفير الإنجاز. كان من أبرز جوائز التكريم إقامة أسرية في فندق بجانب الحرم المكي، وقسائم شرائية مميزة من مراكز تجارية ضخمة، وعدد من الجوائز القيمة والمميزة، وسط حضور جماهيري كبير من أهالي المحافظة، وأولياء أمور الطلاب ممن حضر للمشاركة في الاحتفال بإتمام العام الدراسي القرآني. كما تضمن الاحتفال ندوة ثقافية تحدث خلالها فضيلة رئيس جمعية حافظ الدكتور ياسين الغانمي عن أبرز إنجازات الجمعية ومشاريعها، وأكد أن الجمعية من المؤسسات التي تحرص على قياس إنتاجها. وتحدث الشيخ عبدالله المزروع في المحور الثاني من الندوة عن الدور الريادي الذي تلعبه مثل هذه الجمعيات، بينما أسهب مدير تعليم محافظة القنفذة الدكتور محمد الزاحمي في شرح موثق بالبيانات والإحصاءات عن دور القرآن في الرقي بطلاب التعليم العام. بعد ذلك تابع جمهور الحفلة فيلماً وثائقياً عرّف بالخطة الاستراتيجية للجمعية (5×5) والتي تتضمن خمسة مشاريع عملاقة خلال خمسة أعوام، أبرزها مشروع راقي الذي يهتم بغرس القيم النبوية الحميدة في نفوس طلاب الجمعية، ومشروع ماهر لتقويم الحفظ والتلاوة للطلاب عبر متخصصين في القراءات، إلى جانب عدد آخر من المشاريع الفريدة من نوعها. ثم ألقى الشاعر محمد أحمد الصحبي قصيدة وجدت تفاعلاً من الجمهور، تلاه الدكتور مشعل الفلاحي متحدثاً عن تحويل القرآن الكريم إلى مشروع عمري يستغرق اهتمام الإنسان ووقته وجهده. وضمن مشاريع الجمعية التي انطلقت ذلك المساء البوابة الإلكترونية للجمعية، إذ تسهم في تسريع عملية الإنتاج وتفعيل التواصل بين أطراف العمل، وقام محافظ محافظة القنفذة بتدشين البوابة الإلكترونية ثم طالع الجمهور عرضاً تعريفياً مبسطاً للمشروع. يذكر أن جمعية حافظ في وادي حلي من المؤسسات حديثة العهد، إذ لم تمض على انطلاقتها أعوام قليلة، حققت خلالها كثيراً من الإنجازات على مستوى المملكة والخليج العربي، وسجل طلابها مستويات عالية في مسابقات محلية وخليجية.