انتقدت روسيا والصين أمس، تقريراً أصدرته الولاياتالمتحدة يتهمهما، مع دول أخرى، بالامتناع عن مكافحة الإتجار بالبشر، ما قد يؤدي الى فرض عقوبات أميركية أحادية عليهما. وحلّت الصين وروسيا وأوزبكستان في المرتبة الأخيرة في قائمة أعدتها الخارجية الاميركية، فيما كانت هذه الدول التزمت بالتحرّك في شكل أكثر فاعلية ضد هذا الأمر. وتحدّث التقرير عن حالات «عدم دفع أجور واعتداءات جسدية وظروف معيشية سيئة جداً» في روسيا. في المقابل، أثنت الولاياتالمتحدة على أذربيجان والعراق والكونغو، لقيامها ب»تحرك حقيقي» في التصدي للاتجار بالبشر والرّق. وتعتبر واشنطن أن 27 مليون شخص ما زالوا يعانون من الرّق في العالم، وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري في مقدمة التقرير: «علينا واجب اخلاقي برفع هذا التحدي. الاتجار بالبشر تعدّ على قيمنا الغالية، مثل الحرية والكرامة الانسانية». لكن الخارجية الروسية أسِفت لأن «معدّي التقرير، بدل إجراء دراسة معمقة وموضوعية حول الاتجار بالبشر، بما في ذلك على اراضي الولاياتالمتحدة، يستخدمون مجدداً أسلوباً غير مقبول تُصنَّف فيه حكومات بناءً على تعاطف او نفور الخارجية الاميركية سياسياً معها». واعتبرت أن «مجرد إثارة احتمال فرض عقوبات احادية ضد روسيا، يثير استياءً»، لافتة الى أن ذلك «يخالف اهداف تطوير العلاقات الروسية - الاميركية والاتفاقات البنّاءة التي توصل اليها الرئيسان الاميركي والروسي خلال لقائهما الأخير». وحضت ناطقة باسم الخارجية الصينية واشنطن على «تبنّي وجهة نظر موضوعية وحيادية (لوقف الاتجار بالبشر)، والكفّ عن إطلاق أحكام أحادية وتعسفية عن الصين». ويشير التقرير الأميركي خصوصاً إلى «إتجار بالبشر على نطاق واسع بين المهاجرين داخل الصين»، واستمرار «العمل القسري، خصوصاً في أفران الآجر ومناجم الفحم والمصانع». كما انتقد سياسة الطفل الواحد التي أدت إلى «ولادة 118 طفلاً، في مقابل مئة طفلة، ما يشجّع الطلب على الاتجار بنساء أجانب للزواج من صينيين والدعارة». لكن الناطقة الصينية شددت على «الجهود القوية» التي تبذلها بكين في مكافحة الاتجار بالبشر، لافتة إلى «تقدّم ضخم» حققته بلادها في هذا الصدد. وأضافت: «حسّنا باستمرار قوانيننا الداخلية وعزّزنا تطبيق القانون والتدابير القضائية وتعاونا مع كل البلدان، وخصوصاً تلك المجاورة للصين».