استطاعت الموهبة السورية الصاعدة في عالم الغناء فرح يوسف أن تدخل الفرح إلى قلوب السوريين بكل انتماءاتهم العرقية والدينية والعقائدية والفكرية. فعلى مدى الأشهر الماضية أطلت يوسف عبر برنامج «أراب آيدول» الذي تبثه كل جمعة وسبت قناة «أم بي سي» على المشاهد العربي عموماً والسوري خصوصاً، لتعيد الأمل والحب لبلد أنهكته الحرب. وصولها إلى حلقة النهائيات إلى جانب الفلسطيني محمد عساف والمصري أحمد جمال، لم يكن صدفة أو مجرد حظ، بل كان نتيجة جهد وتعب وموهبة استثنائية، استخدمتها الشابة السورية بحرفة عالية وبأداء متقن لمعظم الأغاني التي اختارتها. ففي كل أسبوع كانت فرح تلهب مسرح «أراب آيدول» بأغان لعمالقة الطرب مثل أم كلثوم وأسمهان وماجدة الرومي وغيرهن، لتتلقى الإشادة من لجنة التحكيم أولاً، ومن النقاد والمتابعين والجمهور تالياً. السوريون تقبلوا فرح في البداية على أنها شابة سورية تمثل بلداً منهكاً، ولكن مع تقدم الأسابيع، وظهور الموهبة الاستثنائية صوتاً وأداءً وحضوراً، تحوّل السوريون إلى متابعين شرهين لبرنامج «أراب آيدول»، منتظرين مع كل يوم جمعة الاستماع لصوتها والاستمتاع به، فعلى رغم أصوات الرصاص والقذائف التي تعلو في سورية، واعتقاد كثيرين أن لا صوت يعلو فوقها، استطاعت الموهبة السورية الواعدة أن تعلو فوق كل الأصوات في بلدها المثقل بالدماء، لتدخل قلوب كل السوريين من دون استئذان، ولتكون فرحة وابتسامة خاطفة في ظل الحزن الذي يخيم على سورية. وعلى رغم أنها المرشحة الأبرز للظفر بلقب «أراب آيدول» 2013، وسواء فازت أم لم تفز، فإن فرح حملت رسالة تسامح وحب، رافضةً الخوض في السياسة، لتكون ممثلة للشعب السوري أجمع.