باشرت وزارة الخارجية المصرية أمس إجراءات سحب القائم بأعمال السفارة المصرية في دمشق علاء عبدالعزيز وطاقم السفارة والبحث في ترتيبات لرعاية المصالح المصرية في سورية ومثيلتها في مصر ومناقشة إجراءات الطيران المدني بين البلدين، فيما برر مصدر ديبلوماسي مصري ل «الحياة» قرار بلاده قطع العلاقات مع دمشق باعتبارات أبرزها «التدخل الواسع والمعلن لحزب الله في الأزمة السورية». وقال المصدر إن «كل المبادرات المصرية بالتعاون مع إيران وغيرها من الدول أصبحت غير ذات جدوى، إذ تقتضي الضرورة تعاون أطراف أي مبادرة وهو ما لم يحدث. مصر استمرت في طرح مبادرتها التي كان اقترحها الرئيس محمد مرسي في مكةالمكرمة في آب (أغسطس) الماضي ثم في طهران على رغم كل الصعوبات، لكن دخول حزب الله لمساندة النظام بقوة عسكرية كبيرة وباعتراف علني وكامل من قياداته في مواجهة شعب يقتل على نطاق واسع أدى إلى قرار قطع العلاقات». ورأى أنه «لم يكن من الصواب أن يقع على القاهرة وحدها الاستمرار في الإلحاح على الحل السياسي العادل الذي يحقق تطلعات الشعب السوري، وبالتالي وجدت القاهرة نفسها تطرح مبادرات في غياب التعاون من كل الأطراف الفاعلة في الأزمة السورية». وأكد أن «القاهرة لا تستعدي أحداً في قرارها قطع العلاقات ولا تستهدف الشعب السوري في الداخل أو في الخارج وإنما تحذر وتنذر كل القوى الفاعلة في الأزمة السورية، وخصوصاً النظام، من أن جريمة قتل الشعب السوري البريء لن تمر في القاهرة ولا في غيرها من الدول العربية التي ترفض ما يجري علي الأرض». وشدد على أن «القاهرة ستظل منفتحة على الحل السياسي العادل للأزمة السورية وهي تريد أن تضع الجميع أمام مسؤولياتهم». ووقعت أمس مشادات بين مواطنين سوريين وموظفي سفارة بلادهم في القاهرة خلال مباشرة إجراءات غلقها، بسبب سعي سوريين في القاهرة إلى الحصول على أوراقهم قبل إغلاق السفارة. وكان مرسي أعلن مساء أول من أمس قطع جميع العلاقات الديبلوماسية مع دمشق، وطالب بفرض منطقة حظر جوي فوق سورية. وقال أمام مؤتمر نظمته «الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح» التي تضم رجال دين سلفيين ومن «الإخوان المسلمين»: «قررنا قطع العلاقات تماماً مع النظام السوري الحالي. ونقف ضد حزب الله في عدوانه على الشعب السوري. على حزب الله أن يترك سورية. هذا كلام جاد، ولا مجال ولا مكان لحزب الله في سورية». ودعا إلى قمة عاجلة تضم دولاً عربية وإسلامية للبحث في الوضع. وأضاف أن «سورية مهددة بحملة إبادة وتطهير عرقي ممنهج غذتها قوى إقليمية ودولية، وشعب مصر يدعم الشعب السوري دعماً مادياً ومعنوياً. ومصر شعباً وقيادة وجيشاً لن تترك الشعب السوري حتى ينال حقوقه وكرامته». في المقابل، أعرب «التيار الشعبي» الذي يقوده المرشح الناصري السابق للرئاسة حمدين صباحي عن «الأسف» لمحاولات الرئيس مرسي «استرضاء الولاياتالمتحدة على حساب دماء المصريين والسوريين ظناً منه أن واشنطن يمكن أن تحميه من الغضب الشعبي الذي ينتظر يوم 30 حزيران (يونيو) الجاري»، في إشارة إلى التظاهرات المقررة للمطالبة برحيله. وأردف في بيان أن موقف مرسي «والخط العدائي الذي أدخل مصر فيه ضد سورية لا يليق بقيمة مصر ومكانتها ودورها وحجم تأثيرها في محيطها العربي والإقليمي، إذ من المرفوض تماماً انحياز مصر لطرف غير معلوم على حساب طرف معلوم هو النظام السوري، خصوصاً أن الطرفين مسؤولان في شكل مباشر عن كل نقطة دم تسيل على الأراضي السورية، ما يُظهر بوضوح اصطفاف نظام مرسي في الجانب الذي يخدم المصالح والتصورات والمؤامرات الخارجية ضد سورية... إلى جوار الإدارة الأميركية ودعماً لقراراتها التي تستهدف مزيداً من إراقة الدم في سورية وتدمر ما تبقى من مقدرات البلد العربي الشقيق».